ميسون أبو بكر
كان الهدف من التحول الوطني تطوير أداء الأجهزة الحكومية، وقد ظهر واضحاً فاعلاً كمثال في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية التي أنا بصدد الحديث عن مشروعاتها بين الواقع والمتأمل، حيث تعد الوزارة من المنصات الوطنية المهمة لنجاح برنامج التحول الوطني والرؤية السعودية.
أنا أومن تماما بأنه لكي تنجح مشروعاتنا ورؤيتنا لا بد من ثقة راسخة تكبر بين المواطن وبين خطط الرؤية التي هي سبيل البلاد وطموحها، وإن هذه الثقة التي تجعل من الحلم حقيقة ومن المستقبل واقعاً مشرقاً، فتذلل الصعاب وتحفز على البذل وإن المواطن وفئة الشباب بالذات هم الذين يعول عليهم في مشروعنا الكبير الذي أثلج الصدر قبل يومين لقاء الثامنة بصاحب السمو الأمير الشاب محمد بن سلمان الذي تحدث بالأرقام عن نتائج ومسيرة مشروع المملكة وما تحقق منه وما ينتظر.
لقاءاتي التلفزيونية بعدد من مسؤولي وزارة العمل في قطاعات مختلفة ثم تتبع قوانين الوزارة وعملها وقرارات توطين الوظائف، وتشريعها عدد من الأنظمة ثم عملها المشترك مع قطاعات أخرى في الدولة يدا بيد للتأكد من تنفيذ خططها في التوطين يدلل على جهود مباركة تقوم بها الوزارة والتي لا يخفى على أحد أنها تواجه من كثيرين عدم ثقتهم واتهاماتهم.
الثقة بين المواطن وأجهزة الدولة هي باعتقادي نوع من الوطنية التي تتطلبها المرحلة، وانخراط الشباب اليوم في المهن مختلفة وحماسهم للعمل تجعل منهم الشريك الأكبر والمستفيد الأول، والأزمة المالية العالمية بسبب انخفاض أسعار النفط وسياسة التقشف كما يطلقون عليها التي اتخذتها البلاد كأمر طارئ في بعض القرارات سرعان ما مرت سريعاً، وتجاوزته الدولة بنجاح كما تمت السيطرة على نسبة البطالة كما أشار سمو الأمير ولم تتأثر بشكل سلبي قوي نتيجة تلك الأزمة العالمية، وكل هذه مؤشرات إيجابية تدل على التفاؤل بالقادم.
قرار وزارة العمل الأخير نص على الحظر على المنشآت سواء الكبيرة أو المتوسطة فصل العاملين السعوديين جماعياً لأي سبب من الأسباب دون إخطار مسبق لمكتب العمل المختص، وهذا لتجنب الذرائع التي تذرعت بها بعض الشركات التي فصلت موظفيها بحجة الأزمة المالية، وهذا ما عانى منه شبابنا في الآونة الأخيرة وشعرت به من خلال تواصلي معهم عبر سناب وتويتر والذين أشكر ثقتهم بي لطرح قضاياهم من خلال الوسائل الإعلامية المتنوعة التي لاقت الأصداء والتي أعتبر الكاتب الحقيقي موضع المسؤولية والثقة لطرح قضايا مجتمعه.
البهجة تطاول السماء حين أرى طموح الشباب السعودي واقعاً ومشروعاتهم حقيقة على أرض الواقع دعمتها سواء وزارة العمل أو بنك التنمية الاجتماعية الذي تولى الجانب التمويلي بعد تشريعات الوزارة، فخاض الشاب السعودي مرحلة التدريب وبناء القدرات والتمويل، وكذلك حمايته في بعض الوظائف أو المهن من المنافسة الصعبة مع العمالة.
قرارات توطين بعض المهن كانت صارمة وقطعت الطريق على من راهنوا بخسارة الشاب السعودي أمام المعوقات والاندماج بسوق العمل والمهن على اختلافها.. وإن الرهان الكبير اليوم على قدرة الشاب على أن يكونوا الأساس في التنمية وتحقيق الرؤية.
توطين قطاع الاتصالات بالكامل.. المولات وهو قاب قوسين وبضعة أشهر.. والعربات المتنقلة.. وتطبيق بعض سيارات الأجرة كما وصلني من أحد المسؤولين هو دلائل لجهود قطاعات مختلفة وضعت رؤية البلاد نصب عينيها والشباب الذين يستحقون الجهد وينتظر منهم إنجاح تلك الخطط وأن يكونوا شركاء في تحقيقها.
البرامج التي تحدث عنها سمو الأمير محمد بن سلمان والتي ستعلن الستة شهور القادمة مطلوب أن يقاس أثرها على البطالة، كما توطين صناعة السيارات التي تفرضها الصفقات الحكومية داخل المملكة ومشروعات الترفيه والسياحة كلها من شأنها أن توفر وظائف للشباب وتقلل من البطالة حيث إن هدف الرؤية 2030 أن نصل إلى معدل بطالة 7 % في المملكة.
شكراً لشبابنا الرائعين الذين أخوض معهم نقاشات وحوارات يومية عبر وسائل التقنية التي هي وسائل حوارهم والتي تمكنوا من خلالها أن تكون لغة تواصل مع الجهات الحكومية المختلفة الفاعلة حولها من خلال ما نراه من تفاعل وسرعة في الحراك.