هنا أنا أنعى موجهي ومرشدي وصديقي الذي احتل مكانة الأخ الأكبر والموجِّه لسكنات قلبي وتأوهاته.
تعلمت منه حديث الأدب وأدب الحديث وكلمات الذوق والارتقاء بالفكر الإنساني الجميل وحتى مع هوسي بالسياسة وأخبارها عندما أتحدث معه بذلك يحدثني حديث لا أجد مفرداته إلا بمواثيق الدول وعصبة الأمم المتحدة.
تعلمت منه أن السلوك هو دين الفرد القويم «فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» فله عمق فكري كبير بدينه ودنياه.
الأستاذ/ عاشق عيسى الهذال.. لم أحزن له بل حزنت عليه فهو رجل إيمانه أضفأ عليه حتى الصحة من مرض مميت فيما كتب له من عمر قبل وفاته، فمثل هذا مشتاق لأيام أسعد من أيام الدنيا (الكبَديّة) المؤلمة.
أزوره وأتحدث معه حديث التلميذ لمعلمه وهو يحدثني حديث الأب لابنه ويرفع عني العتب بالتقصير ولكني أقرأ بعينيه حديثا مع جدران المنزل بأنكِ لن تستطيعين الاحتفاظ بحديثي وشكواي زمن الرحيل ودنيا الوداع.. وكأني به يقول: إن أحببتك فحبي للقاء الله أكبر.. وحبي لمغفرته أعظم.
لأنه معي يتذكر رفقاء دربه وأحبته ويتوجهم بوالديه.
قولوا معي.. ماذا برجل ٌ كثير أو كل معارفه لا يعرفون عنه إلا الحب، الصدق ورغبته بمؤانسة البشر بحديث يأكل لب العقل بمفرداته وكلماته التي نتعجب منها نحن الحائليين البسطاء.
آمل وأدعو له أن يكون عرسه مع ملائكة الرحمة في سكنات بيته الدافئ وأن يكون ودع (الكبَديّة) إلى راحة ٍ يتمناها وينعم بها كل المؤمنون.
رحماك ربي بمن كان لا يريد لأحدٍ أن يعرس بالمستشفى فكتب ذلك لكل الناس - بقصته المعروفة (عرس في المستشفى) - وأنا أقول لرفيقي وحبيبي أبو عبدالسلام إنه عرس لك في الجنة وفي الفردوس الأعلى إن شاء الله.
- يوسف العيناء