«الجزيرة» - عمار العمار:
ختام مثير جدًّا اليوم السبت، ستشهده الجولة الـ23 من دوري عبداللطيف جميل، التي قد تكتب معها السطور الأخيرة لمعرفة الكثير من الأمور، من خلال إقامة ثلاث مباريات عاصفة بدرجة كبيرة، ولها من الأهمية الشيء الكثير.. فحسم لقب الدوري اقترب من الفريق الهلالي شريطة تجاوز خصمه الأهلي هذا المساء في قمة القمم الكروية، وفي كلاسيكو منتظر، يُقام في الرياض. فيما الوصافة يتطلع لتثبيتها النصر عندما يقابل التعاون أيضًا في الرياض. وفي المناطق الخطرة يلتقي الفتح مع الباطن في الأحساء في مواجهة نارية بغية الهروب من الهبوط.
الهلال - الأهلي
في قمة القمم الصاخبة والكلاسيكو المنتظر يلتقي الهلال مع الأهلي على استاد الملك فهد الدولي بالرياض عند الساعة الـ8.45، وهي القمة التي ستكرر ما حصل في الموسم الماضي عندما حسم الأهلي أمر الدوري أمام الهلال؛ لتكون فرصة الهلال رد الدين، وحسم اللقب قبل النهاية بثلاث جولات.
القمة فنيًّا تبدو متأرجحة؛ فالهلال الأكثر جاهزية فنيًّا، والأكثر حرصًا على النقاط، بينما الأهلي تراجع فنيًّا، وأهمية النقاط بالنسبة له لا تعدو البحث عن الوصافة والمركز الآسيوي. وما يميز لقاءات الفريقين في السنوات الأخيرة هو التنافس منقطع النظير، والدخول في منافسة شرسة على الألقاب في عهد جديد للكرة السعودية، طرفه الثابت الهلال مع تغير المنافسين.
ثلاث نقاط فقط تفصل الفريق الأزرق عن حسم اللقب؛ إذ يدخل الفريق الهلالي في صدارة الترتيب بفارق 10 نقاط عن أقرب منافسيه (النصر)، وحقق فوزًا في الجولة الماضية أمام الرائد 3/ 0؛ ليرفع رصيده إلى 56 نقطة. وستكون النقاط الثلاث هي الهدف الأول والأخير ليعود للتركيز على دوري أبطال آسيا الذي حقق خلاله فوزًا مهمًّا على الوحدة الإماراتي بأقل مجهود، تصدر معه مجموعته، واقترب من حسم أمر التأهل. والمؤكد أن الفوز سيكون مطلبًا للفريق الهلالي في ظل الاستقرار الفني الكبير والرغبة الجامحة في حسم أمر اللقب بعد خمسة مواسم. وسيلعب الهلال بطريقته المعتادة 4/ 2/ 3/ 1، وهي الأكثر فاعلية، ومن خلالها يسيطر الهلال على مجريات المباريات كافة، وتقربه من الفوز بشكل كبير متى ما تعامل مع الفرص بشكل سليم. ولدى الفريق الهلالي الحلول الوفيرة لتحقيق الفوز، بداية من صلابة دفاعه وحراسته، مرورًا بقوة وسطه وقدرته على بسط النفوذ، وانتهاء بالهجوم.
وفي المقابل، يدخل الفريق الأهلاوي بعدما سقط في فخ التعادل مع الباطن بهدف لمثله؛ لتتبخر آماله في المنافسة على لقب الدوري والحفاظ عليه للموسم الثاني على التوالي بتوقفه في المركز الثالث برصيد 45 نقطة، ولكنه سيعمل على تحقيق الفوز للمنافسة على الوصافة والمقعد الآسيوي المباشر، وكذلك عدم السماح لخصمه الهلال بحسم الأمر أمامه. وكان الفريق قد حافظ على صدارة مجموعته في دوري أبطال آسيا بتعادله الأخير مع العين 2/ 2، وسيلعب اليوم بطريقة أكثر توازنًا لمعرفته بأهمية المباراة بالنسبة للهلال. وسيكون الاعتماد على الكرات الطويلة، وكذلك الأطراف، سلاحًا للوصول لمرمى الهلال.
الفتح - الباطن
يجمعهما الأمل في الهروب من صراع الهبوط خلال اللقاء الذي سيقام على ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي بالأحساء في تمام الساعة الـ6.45. وهي المواجهة التي ستفصل بشكل كبير في مسألة بقاء أي منهما بصورة مباشرة عطفًا على الأداء الكبير الذي قدمه الفريقان في الجولة الماضية، التي شهدت فوزًا فتحاويًّا ثمينًا وتعادلاً بطناويًّا بطعم الفوز؛ مما يجعل المباراة على صفيح ساخن؛ باعتبارها بست نقاط، وليست ثلاثًا، وستقرِّب الباطن من البقاء رسميًّا، وقد تلحق الفتح بالفرصة القوية في الهروب من الصراع.
الفتح يدخل اللقاء بعدما لاحت له فرصة البقاء، ويريد التشبث بها بشكل أكبر بعدما حقق فوزًا على نظيره القادسية 2/ 1؛ ليعدل وضعه قليلاً في سلم الترتيب بتقدمه للمركز الثاني عشر رافعًا رصيده إلى 19 نقطة، وبات على مقربة من بقية الفرق المتصارعة من أجل البقاء، وسيكون فوزه اليوم بمنزلة مفتاح البقاء بنسبة أكبر من ذي قبل. وسيلعب الفريق بشعار الفوز ولا شيء غيره، وخصوصًا أنه يقدم مستويات جيدة في الآونة الأخيرة، خرج بها بتعادل ثمين مع الجزيرة الإماراتي في دوري أبطال آسيا، وحافظ على أمله في التأهل، وهو الخيار الثاني له. والمتوقع أن يبادر الفريق الفتحاوي بهجوم مبكر معولاً على عودة لاعبيه لمستوياتهم، وإحساسهم بالخطر، ورغبتهم في تجاوز هذه المرحلة الحرجة.
وعلى الطرف المقابل يدخل الفريق البطناوي ويبدو أن التماسك بات سمته رغبة في إعلان الاقتراب من البقاء في أول مواسمه بين الكبار، بعدما حقق تعادلاً ثمينًا أمام الأهلي في الجولة الماضية بهدف لمثله، ورفع رصيده إلى 22 نقطة، يحتل بها المركز الحادي عشر، ويرغب في العودة على الأقل بنقطة التعادل التي سيحافظ بها على الفارق النقطي مع خصمه الفتح. ويتميز الفريق البطناوي بالثبات في التشكيل والروح الكبيرة.. وقد تكون الطريقة الدفاعية أول الحلول لدخول المباراة مع شن هجمات مضادة بشكل سريع.
النصر - التعاون
وفي الرياض، وعلى استاد الأمير فيصل بن فهد، يحل الفريق التعاوني ضيفًا على النصر عند الساعة الـ8.45 في مباراة تهم الفريق النصراوي بشكل أكبر؛ كونه يبحث عن أفضل النتائج له هذا الموسم الذي خرج منه خالي الوفاض، وبات أمله في المنافسة على اللقب صعبًا جدًّا؛ ليضع الوصافة والتأهل لدوري أبطال آسيا هدفًا له، يسعى لتحقيقه مع نهاية الموسم. ويحتل الفريق النصراوي وصافة الترتيب برصيد 46 نقطة بعد التعادل مع الاتحاد في الجولة الماضية بهدف لمثله؛ مما عطله عن ملاحقة الهلال المتصدر. وسيدخل بهدف الفوز ولا شيء غيره؛ لكي يؤكد وصافته مع انتظار تعثر الأهلي أمام الهلال، والاتحاد أمام القادسية؛ لينفرد أكثر بالوصافة. وسيلعب الأصفر النصراوي بطريقة هجومية، وربما نشاهد بعض البدلاء؛ كون صعوبة المنافسة على اللقب تتيح له منح الفرصة لبقية اللاعبين، والتركيز على الاستعداد للموسم المقبل.
وعلى الطرف الآخر يدخل الفريق التعاوني بوضع جيد نقطيًّا، ولكنه تراجع فنيًّا بصورة غريبة بتلقيه خسارة جديدة دوريًّا أمام الفيصلي 0/ 1، وآسيويًّا أمام الأهلي الإماراتي 1/ 3. وما زالت فرصته قائمة في المنافسة على التأهل آسيويًّا؛ ليعود الفريق للدوري وعينه على ضمان مركزه في الدوري رسميًّا تحسبًا لأي حسابات تعقد موقفه في حال تحرُّك فرق المؤخرة قبل العودة لآسيا، ووضع كامل ثقله من أجل اللحاق بالتأهل. ويمتلك الأصفر التعاوني في جعبته 27 نقطة، يحتل بها المركز السادس في الترتيب، وسيلعب ربما بتوازن كبير في وسط الملعب لاستعادة الأوضاع بتحقيق الفوز، أو على أقل تقدير إيقاف خسائره بتعادل يدعم موقفه في سلم الترتيب.