«الجزيرة» - ماجد البريكان:
انتقد مختصون الطريقة التي تتبعها الغرف التجارية الصناعية في عقد جمعياتها العمومية، وقالوا لـ»الجزيرة» إن جمعيات معظم الغرف إن لم تكن جميعها لا تشهد نقاشاً مستفيضاً للوقوف على تفاصيل عمل الغرف خلال مسيرة عام كامل، ومن ثم الوقوف على معالجة كل السلبيات حتى لا تتكرر في السنة التالية أو الدورة الجديدة. مشيرين إلى أن بعض أعضاء الجمعيات العمومية يحضرون وكأنهم مدعوون إلى حفل شاي أو مناسبة اجتماعية، رغم تأكيدات وزارة التجارة والصناعة على حرص الأعضاء على التدقيق والمساءلة في الجمعيات العمومية بهدف تجويد عمل الغرف.
يقول عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية إبراهيم آل الشيخ إن أعضاء الجمعية العمومية لديهم حق أصيل في مناقشة كل التفاصيل من أجل الوصول إلى الأهداف وتحقيق الخطط المرسومة، وإذا أي عضو قد تهاون في حقه وحق المنظمة فهذه مشكلته، مبيناً أنه يجب على مجالس الإدارات أن تكون حريصة لتخرج الجمعية بالشكل المناسب من الناحية القانونية ومن ناحية الشفافية، وقال: من المؤسف أن بعض أعضاء الجمعيات لديهم عدم مبالاة في التعاطي مع الأهداف التي عقدت من أجلها الجمعية، مطالباً بتعزيز الوعي من قِبل الجهات المعنية وخصوصاً وزارة التجارة والاستثمار للأعضاء لمعرفة حقوقهم وواجباتهم.
من جهته قال المحاسب القانوني لغرفة الشرقية عبد العزيز الشبيبي: جرت العادة في الجمعيات العمومية أن يتم فتح المجال للحضور والأعضاء لطرح الأسئلة المتعلقة بالقوائم المالية أو أي أمور تتعلق بالغرفة ومصالح أعضائها، فالبعض يخرج عن محور النقاش ويطرح تساؤلات خارج نطاق النقاش، مؤكداً بأنه لا يختلف الحال بالنسبة لكافة الشركات، فلم أر أو أسمع أن أي مساهم استطاع أن يغير من قرارات جمعيات المساهمين المعدة مسبقاً، مبيناً أن القوائم المالية يتم نشرها بعد اعتماد مجلس الإدارة وقبل الجمعية لكافة الشركات، فما الفائدة من عرضها على المساهمين في الجمعيات بعدما نُشرت في شكلها النهائي؟.
وفي سياق متصل قال عضو جمعية عمومية بغرفة الشرقية «فضَّل عدم ذكر اسمه»: من المفترض أن تناقش جمعيات الغرف كل تفاصيل المصروفات والإيرادات بما في ذلك إجمالي قيمة رواتب الموظفين ومصاريف اللجان ، مشدداً على ضرورة الشفافية في عرض القوائم المالية بحيث يكون هناك وقت كافٍ للمناقشة، ففي الغالب تختار بعض الغرف الفترة بين صلاة المغرب والعشاء، وهي بالتأكيد غير كافية لمناقشة أعمال سنة كاملة من مسيرة الغرفة.
وأضاف: بعض جمعيات الغرف تستعرض انخفاض الاشتراكات والتصديقات دون أن توضح مبررات هذا الانخفاض، وفي بعض الأحيان لا يتكرّم حتى أعضاء الجمعية بالسؤال عن أسباب انخفاض الاشتراكات، مع العلم أنه يوجد دخل كبير من التصديقات والاشتراكات حسب مدة السجل.
من جانبه أكد رئيس غرفة الرياض المهندس أحمد الراجحي أن الجمعية العمومية تناقش أهم إنجازات الغرفة بالدورة السابقة، وقال: نحن في غرفة الرياض حرصنا بالدورة الحالية على أن تكون مناقشة الجمعية العمومية بشكل مغاير حيث إننا اتبعنا توجُّه الدولة لتصبح الميزانية شفافة ونتيح الفرصة للجميع بالمشاركة والاستماع إلى آرائهم وتوجيهاتهم لكل ما صُرف لخدمة القطاع الخاص، مشيراً إلى أننا عملنا في هذه الدورة لجاناً قطاعية بمشاركة 500 من رجال أعمال منطقة الرياض بلجان مختلفة لوضع الأهداف والإستراتيجيات التي تتناسب مع برنامج ورؤية المملكة 2030.