هي الحياة لا تصفو للبشر، يتقلب بها المرء بين فرح وحزن، ينشغل بالأمل تلو الأمل وكأن الحياة تدوم ولا يعلم أن هناك آجالاً تنتهي للناس يقدّرها علاّم الغيوب «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ» فسبحان الله الحي الذي لا يموت، ففقدان الأحبة وما يتصفون به من أخلاق رفيعة يكون لهم أكبر الأثر على الأنفس، فبالأمس القريب توفي المربي الفاضل الشيخ أحمد بن سليمان السعيد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته الذي عُرف بالشهامة والوفاء واكتسابه محبة الناس، عمل -رحمه الله- مديرًا لثانوية حوطه سدير التي كان يلتحق بها الطلبة من المدن المجاورة «مراكز» وقد تخرج الكثير من الطلبة الذين يشغلون الآن مناصب متعددة وكبيرة في الدولة وهم يحملون الكثير من الذكريات الطيّبة مع هذا الرجل المتميّز في إدارته وحسن تعامله مع الجميع، ومساندته وتشجيعه لأبنائه الطلبة وحرصه على مواظبتهم على الحضور للمدرسة مع إيجاد روح المنافسة في التحصيل الدراسي في الصفوف ومن خلال المسابقات التي تقام في المدرسة وخارجها، وعندما يتدنى المستوى الدراسي لدى أي من الطلبة يقف على الحالة مع معلم الصف والمرشد الطلابي والتواصل مع ولي أمر الطالب لمعرفة الأسباب ومحاولة التغلب عليها وإيجاد الحلول لها حتى يتسنى للطالب المواصلة في دراسته، كانت لا تفارقه الدعابة مع الطلبة وإعطائهم الثقة في أنفسهم التي كان لها أثر إيجابي كبير، وكانت الثانوية تقيم عديدًا من الأنشطة والمسابقات الثقافية والكشفية واحتفال مسرحي نهاية كل عام قد حازت الثانوية وقتًا، إِذ على الكثير من الجوائز في مختلف المسابقات على مستوى المنطقة ومنها حصولها على المركز الأول في المسابقات الكشفية ورُشّحت للمشاركة في المعسكر الكشفي التي أقامته وزارة المعارف «التربية والتعليم» على مستوى المملكة في دومة الجندل، وعند الاستعداد لسفر الطلبة المشاركين في المعسكر الكشفي أبى إلا أن يكون بصحبة أبنائه الطلبة للقرب منهم وتحفيزًا لهم وكنت أحد الطلبة المشاركين في الكشافة وكنا نرى تلك الجهود واضحة وبصورة مشرّفة، ووفاء لهذا الرجل الكريم المربي الفاضل سطّرت نبذة يسيرة عمّا لمسته منه ومن جهوده في الحقل التعليمي رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنّة وجعل ما قدّمه في ميزان حسناته. نقدم العزاء لابنه الاستاذ أيوب وإخوانه وأعمامهم وذويهم وجميع أسرة السعيد.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
- بدر بن عبد الكريم السعيد