«الجزيرة» - الدوادمي:
أكدت بعض المصادر التاريخية أن الأصل في تسمية محافظة الدوادمي بهذا الاسم يرجع إلى أن من يرد إلى الدوادمي ويشرب من مائها فإنه يصاب بداء. فسميت (داء ورد)، وفيما بعد حفر بئر آخر صالح للشرب فتغير اسمها إلى (دوادمني) والذي اختصر بعد ذلك إلى (دوادمي).
وتعود نشأتها إلى أواخر القرن العاشر وأوائل القرن الحادي عشر، أما تاريخها فإنه يبدأ مع تأسيسها في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري، حينما كانت مزارع وآبار محافظة الدوادمي غنية بآثارها القديمة، وأنها غالباً ما ترتبط بمعركة تاريخية، أو أثر تاريخي أو تكوين صخري، حيث إن من أهم هذه المواقع: هضبة جبلة والتي تبعد عن الدوادمي (70)كم، هضاب البكري في شمال غرب المحافظة والتي امتد إليها حمى ضرية، قصر الملك عبد العزيز غرب مدينة الدوادمي، برك طخفة وآبارها على طريق الحج البصري، النقوش والكتابات في جبال ثهلان ومصيقرة والظعينة وصافية وخنوقة والبكري وكبشات، النقوش والمستوطنات في أشقر البراقة وتمتد على نطاق أكثر من 20 كم جنوب غرب المحافظة، مناطق التعدين القديمة في الكوكبة (سمرة) وجبال الهايش في منطقة عكاش القديمة لاستخراج الفضة، آثار السدرية (تعدين واستيطان) و كانت تسمى حظيّان، آثار معدن الأحسن وتمتد من البجادية حتى جنوب أشقر البراقة ومعظمها لتعدين الذهب، آثار أضاخ (تعدين واستيطان) وهي التي كانت تسمى معدن البرم، آثار معدن النجادي في جبل حليت شمال غرب المحافظة وهو معدن ذهب بدئ العمل فيه أيام الدولة الأموية وفيه قرية ومنبر كانت تُعد من أعمال المدينة المنورة، الأنصاب المغليثية في هضاب مجيرة، مقالع الرخام من جبل خنوقة وجبل الخوار، مقاطع الجرانيت في جبال البكري وذريع.
ذاكرة التاريخ
وعندما تعود بنا ذاكرة التاريخ قروناً من الزمن يتضح أن دوادمي الأمس العريق لا يعدو كونها بويتات طينية محدودة وآبارا يدوية تعود إلى القرن الثاني عشر الهجري تقريباً، تربعت في وسط هضبة نجد على الحافة الشرقية لمنطقة الدرع العربي، غنية بالآثار القديمة التاريخية ومن أهمها: هضبة جبلة تبعد70 كيلاً وهضاب البكري، وبرك طخفة وآبارها على طريق الحج البصري، والنقوش والكتابات في جبال ثهلان والضّعينة وصافية وخنوقة، ومناطق التعدين القديمة في سمرة وجبال الهايش، وآبار السدرية (تعدين واستيطان) وآثار معدن الأحسن وتمتد من البجادية حتى جنوب أشقر البراقة وأكثرها لتعدين الذهب، آثار أضاخ (تعدين واستيطان) آثار معدن النجادي في جبل حليت، مقالع الرخام من جبل خنوقة وجبل الخوار، مقاطع الجرانيت في جبال البكري وذريّع، وجبل المدرّع وهو جبل سمي على رجل لقّب بالمدرع، وكذلك يوجد بها جبال تأريخية شهيرة ومنها:- جبلة تبعد 80 كيلاً من الغرب ومعروفة حالياً بجمال طبيعتها الساحرة وأشجارها الكثيفة
وأتت نقطة التحول التاريخي لهذه المحافظة حين اتخذها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - سكنا له في إحدى مراحل جهوده لتوحيد أجزاء الوطن، حيث بنى فيها قصره الذي يستقبل فيه أبناء شعبه من المحافظة والقرى والهجر القريبة منها أثناء مروره ذاهباً إلى الحجاز أو عائداً منه.
ويقع القصر في غربي المحافظة على طريق الرياض - الحجاز القديم-، وقد أصدر الملك عبدالعزيز (رحمه الله) أمره ببنائه في 7 صفر 1349هـ إلى عبدالرحمن أبوبكر -أحد أعيان الدوادمي- وفي ربيع الأول من عام 1350 هـ حضر الملك عبدالعزيز بنفسه وحدد مكان بنائه ومساحته. وقد استغرق بناء القصر ثلاثة عشر شهراً بتكلفة ثلاثة آلاف.
وكانت الدوادمي عبارة عن قرية صغيرة تقع على ضفة الوادي الشمالية محاطة بسور له دوائر شمالية وجنوبية، وبقيت محدودة النمو حتى عام 1386هـ حيث افتتحت بلدية الدوادمي وبدأت المدينة في التطور والاتساع، وتزخر الدوادمي بآثار إسلامية عديدة وأخرى تعود لما قبل التاريخ حيث دلت الكشوف الأثرية على وجود آثار مساكن قديمة في جبل البيضتين؛ حيث يوجد في بعض أجزائه نقوش حيوانية ويوجد في جبل براقة بقايا أضرحة تعود إلى ما قبل ألفي عام، كما تحتوي المحافظة موقعاً أثرياً مهماً من أبرزها قصر الملك عبدالعزيز، ونقشا مأسل، وآثار وُضاخ، وآثار أشقر البرّاقة وآثار مُجَيرة، وبركة طخفة، وآثار مِنْية، وآثار جبل ثهلان، وآثار غـُرَّب، وآثار مصيقرة، وهضبة الظـّعيّنة، وآثار السدرية، وآثار معدن النّجادي، وقصر بسام، وتشتهر المحافظة كذلك بمعادنها وخصوصاَ منطقة سمرة والسدرية حيث توجد بها الفضة والكبريت والنحاس الأحمر وغيرها من المعادن..
النقوش في الدوادمي.
35 موقعاً أثرياً
يؤكد مكتب الهيئة العامة للسياحة والآثار بالدوادمي، أن المحافظة يوجد بها أكثر من 35 موقعاً أثرياً مهماً تحتوي بعض أجزائها على نقوش حيوانية ورسوم وكتابات تاريخية، ومن أهمها نقشان تاريخيان كتبا بالخط السبئي في مركز مأسل 40 كم من المحافظة، وصاحب النقش الأول هو الملك أبكر أسعد من أشهر ملوك حمير التبابعة، والثاني فهو الملك معد يكرب الحميري وإلى الجنوب بعيد من هذين النقشين تظهر على واجهات الجبال نقوش ورسوم على صخور كبيرة لوعول والنعام، وفي الجنوب الأوسط من المحافظة.
كما توجد آثار جبل ثهلان التي تحتوي على رسوم الأسـُود في مطيوي دلعة في الجهة الجنوبية الغربية، بالإضافة إلى رسوم لمجموعة بشر على هيئة راقصة، وفي صمة الريان رسوم لبقر الوحش.
كما توجد آثار أشقر البراقة في جبال الأسودة جنوب غرب المحافظة، وتحتوي على رسوم للحيوانات البرية كإشارات إلى حرفة الزراعة بالمحافظة.
11 ألف قطعة أثرية، أعادت11 ألف قطعة أثرية والعديد من النقوش والرسومات الصخرية في محافظة الدوادمي قراءة تاريخ المكان إلى العصر الحجري، وتحديدا قبل أكثر من مائة ألف سنة.
نقوش وآثار
وحصرت المسوحات الميدانية التي قامت بها الهيئة العامة للسياحة والآثار أكثر من 25 موقعا أثريا، أبرزها موقع صفاقة جنوب المحافظة، وفي الشرق موقع ماسل. وتهبط الدوادمي على سهل تحيط به سلسلة جبال متصلة ومتقطعة، وأسهم موقعها الجغرافي في تكوين بيئة سكانية عامرة منذ سنوات لخصوبة أرضها وسهولها للرعي وبوصفها محطة توقف للعديد من القوافل التجارية التي تعبر صحراء نجد.
وتعد الدوادمي من الناحية الأثرية من أهم المواقع التي لفتت نظر الباحثين والمهتمين، فبدأت عمليات المسح منذ عام 1979م، التي أسهمت في اكتشاف العديد من المواقع والعثور على قطع نادرة.
ووفقا لمكتب السياحة والآثار بمحافظة الدوادمي عبدالله العتيبي فإن موقع صفاقة الذي يبعد عن المحافظة 20 كلم جنوبا والمكتشف عام 1979م لا تزال الاكتشافات الأثرية قائمة، بالإضافة إلى المسوحات الأثرية في موقع ماسل أو ما يسمى بجبل الجمح الذي يبعد حوالى 40 كم جنوب شرق الدوادمي.
وأكد وجود عدة نقوش ورسومات صخرية ترجع للقرن الخامس ميلادي تحكي أسرار ذلك العصر المندثر بين الصخو، وتظهر النقوش والرسومات الصخرية قدرة الإنسان في تلك العصور على التكيف مع الظروف المحيطة وتسخير الطبيعة لخدمته، وأبرز النقوش في تلك المنطقة نقشان كتبا بالخط السبئي، يعود الأول للملك أبكر أسعد من أشهر ملوك حمير التبابعة في الثلث الأول من القرن الخامس ميلادي، والنقش الثاني يعود للملك معد يكرب الحميري لعام 516 ميلادي، زيادة على العديد من الجبال أشهرها جبل جبلة، الذي جاء على ذكره الشاعر امرؤ القيس ويوجد في المنتصف منه العديد من النخيل والغارات.
كما أن هناك العديد من الآثار والنقوش العربية إضافة إلى العديد من الهضاب والجبال الصخرية والغابات البرية والموسمية التي تجعل من المنطقة واحة خضراء في موسم الربيع، ومن الآثار الحديثة في الدوادمي قصر الملك عبدالعزيز الواقع غرب المحافظة الذي بناه المؤسس عام 1349 بمساحه 8500 متر، ويتكون من بوابتين شرقية وغربية وبرج طوله 5 أمتار، المسجد والجناح الملكي والديوانيات والروشن والبئر، إلى جانب قسم للضيوف ومحطة للبنزين توفر للحجاج الوقود وقسم البرقيات، وتنظم المحافظة سنويا مهرجانا سياحيا تقام فيه العديد من المهرجانات السياحية مثل «مهرجان خريف الدوادمي السنوي».
بركة طخفة
أنشـئت هذه البركة في العصر العباسي على نحو ثلاثة أكيال إلى الشمال الشرقي من هضبة طخفة لتزويد حجاج البصرة بالماء؛ حيث ينزلون فيها قبل وصولهم إلى ضرية، ويبدو أنه مع ازدياد عدد الحجاج، والرغبة في تنويع مصادر المياه؛ حُفرت ست آبار مع أحواض مساندة بالقرب من البركة، ويوجد في طرف الموقع آثار حصن صغير. ويظهر من البركة درجتان ويربطها بالوادي القريب منها مجرى (ساق)ٍطالته أيدي العبث.
أما هضبة طخفة فهي خارج نطاق المحافظة، ويقع بالقرب منها هضاب جميلة كبيرة وصغيرة، ومن تلك الهضاب: غـَول والرِّجام، وتسمى الرجام اليوم بشعب القِدّ، وقد مر جيش الصحابة في حرب أهل الردة بين طخفة والرجام، أما غول فتكثر في سفوحها الدوائر الحجرية.
الدرع العربي
تقع معظم أراضيها تقع ضمن نطاق ما يسمى بالدرع العربي ويبلغ متوسط اتساعها 215كم، وتبلغ مساحتها نحو ثلاثين ألف كلم، ويبلغ أعلى ارتفاع صخري لمحافظة الدوادمي 1307أمتار في جبل النير في أقصى الغرب، كما يبلغ أقل ارتفاع سهلي لها 660متراً في أقصى الشمال الشرقي.
التاريخ أما تاريخ الدوادمي فإنه يبدأ مع تأسيسها في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري حيث كانت مزارع و آبار أنشئتها قبيلة بني زيد ومحافظة الدوادمي غنية بآثارها القديمة، وغالباً ما ترتبط بمعركة تاريخية، أو أثر تاريخي أو تكوين صخري، ومن أهم هذه المواقع: هضبة جبلة في وسط المحافظ، هضاب البكري في شمال غرب المحافظة والتي امتد إليها حمى ضرية، قصر الملك عبدالعزيز غرب مدينة الدوادمي، برك طخفة وآبارها على طريق الحج البصري، النقوش والكتابات في جبال ثهلان ومصيقرة والظعينة وصافية وخنوقة والبكري وكبشات، النقوش والمستوطنات في أشقر البراقة وتمتد على نطاق أكثر من 20كم جنوب غرب المحافظة، مناطق التعدين القديمة في الكوكبة (سمرة) وجبال الهايش في منطقة عكاش القديمة لاستخراج الفضة، آثار السدرية (تعدين واستيطان) وأرى أنها هي التي كانت تسمى حظيّان، آثار معدن الأحسن وتمتد من البجادية حتى جنوب أشقر البراقة ومعظمها لتعدين الذهب، آثار أضاخ (تعدين واستيطان) وهي التي كانت تسمى معدن البرم، آثار معدن النجادي في جبل حليت شمال غرب المحافظة وهو معدن ذهب بدئ العمل فيه أيام الدولة الأموية وفيه قرية ومنبر كانت تُعد من أعمال المدينة المنورة، الأنصاب المغليثية في هضاب مجيرة، مقالع الرخام من جبل خنوقة وجبل الخوار، مقاطع الجرانيت في جبال البكري وذريع.
الحرف السائدة
الاقتصاد والحرف السائدة يمتهن سكان الدوادمي العديد من الحرف والأعمال، ومن أهم هذه الحرف الزراعة والتجارة والرعي والصناعة.
الزراعة من أهم الحرف حيث امتهنها سكان المحافظة من القدم حيث الآبار السطحية، وكانت تلك المزارع محدودة الانتشار، وذات مساحات صغيرة، لكن حدث تغير كبير ونقلة حضارية ضخمة جعلت الأراضي الزراعية تتسع وتكثر المحاصيل الزراعية، وتسهل عملية استخراج الماء عن طريق الطلمبات ومكائن الضخ والحراثات والحصادات والبذارات والسمادات، وأخيراً دخلت أجهزة الرش المحوري لتساعد على ازدياد مساحة الأراضي الزراعية.
وفي عام 1409هـ قامت مديرية الزراعة بالمساعدة على رفع مستوى الإنتاج الزراعي عن طريق ما تقدمه من خدمات مختلفة للمزارعين، وتتركز المناطق الزراعية في منطقة السر والقرنة حيث إنهما في القسم الشرقي بعيداً عن منطقة الدرع العربي. وتنتشر المزارع في منطقة الدرع العربي القسم الغربي، ولكنها في القسم الشرقي أكثر بسبب وفرة المياه حيث قامت مئات المزارع ذات المساحات الكبيرة واستخدمت أجهزة السحب من مكائن حديثة وغيرها والتي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة و(التركتورات) والحراثات والحصادات والسمادات وغير ذلك، كما ساعد على ازدهار الزراعة افتتاح مكاتب للبنك الزراعي العربي السعودي، وأول مكتب افتتح في الدوادمي عام 1380هـ، وبعدها افتتح مكتبان في نفي وساجر.