كوثر الأربش
لسنا بحاجة لاستيراد ثقافة من الشرق والغرب، يكفينا إسلامنا، وعروبتنا لنعرّف عن ثقافتنا، ثقافة الخير والإنسانية. المملكة العربية السعودية حين تمد يدها بالمساندة للدول المجاورة وقت الأزمات، هي فقط تخبر الأخ، الصديق والجار، أننا مسلمون وعرب. الغوث والنُصرة صفة العربي، وسِمة المسلم. مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مثلاً، أحد العناوين الكبرى التي تعبّر عن أصالة السعوديين، وعلى رأسهم القيادة الرشيدة. فسلامٌ عليكم أيها الإخوة، الأصدقاء والجيران. لا نخذل أحدًا، لا نفعلها مطلقًا. هذه ليست قصيدة، بل هذا فعل حقيقي، منبعه الأصالة والشرف. لهذا فقط لم تقف المملكة مكتوفة الأيدي عندما تألمت يا أخي، عندما اعتدى بعض مغسولي الدماغ من الحوثيين على أمنك وسلامك. مؤخرًا، هناك أربعة قرارات اتخذتها حكومة خادم الحرمين - حفظه الله- دعمًا للإغاثة في اليمن، أكثر من نصف مليار دولار بحسب مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. منح تسهيلات للمقيمين اليمنيين في المملكة من خلال تصحيح أوضاعهم، منحهم أيضًا تأشيرة زيارة مدتها ستة أشهر قابلة للتجديد. كما أن المدارس السعودية فتحت أبوابها للطلاب اليمنيين، كما تُفتح قلوب الأشقاء بعضهم لبعض، دون منة أو أذى. مثل أخٍ محب تفعل المملكة ذلك، أو مثل أختٍ وفية، أو أمٍ تهتم. أقولها لكم يا إخوة اللسان والدين، وجيران الجغرافيا والطقس وشركاء المصير: إن أصدق ما يفعله الأخيار ما يحدث وقت الضيق، يقول ابن المهجر مولود بن زادي: ليس المرء في حاجة إلى ألف صديق، وإنما إلى رفيق لا يخذله ساعة الضيق. هناك فرق بين من يستغل أزمتك، يتغلل بين جراحاتك ليحقق أهدافه، وبين من يساعدك لأنه حقيقي وقريب وصادق. هناك دول كالضباع الجائعة، تنتظر سقوط أحدهم، لتنهش جسده، بل أشد سوءًا من ضبعٍ جبان، الضباع لا تمثّل على ضحاياها أنها منقذته. أنا متأكدة أنك تفهمني، وتعرف عن من أتحدث! إنني أتعمد أن أخاطبك كما لو كنا على مائدة عشاء، لأن الإخوة لا يتحدثون في المحاكم والمكاتب الرسمية. أنتَ أخي. وجاري أخوك، بل أنا متأكدة أن خادم الحرمين يفعل ذلك لأنه يستشعر الأخوة.
إني أزف لك بشارة أخيرة: اليمن ستعود حرة وعربية، ابتسم وتذكر أن لك في الحد الجنوبي إخوة يموتون من أجلك..