د. ناهد باشطح
فاصلة:
((في فندق القرار ينام الناس جيدًا))
-حكمة عالمية-
عندما قرأت عبر الصحف المحلية قرارات جامعة الطائف التأديبية للتسع طالبات اللواتي اعتدين بالضرب على زميلاتهن وإحدى عضوات هيئة التدريس، بحثت عن الجريمة التي ارتكبنها ليفصلن من الجامعة نهائياً، مع عدم إمكانية عودتهن لمقاعد الدراسة في الجامعة، أو أيّ جامعة سعودية أخرى مستقبلاً، وقرارات تأديبية أخرى بالفصل.. لكن ما لفت نظري هو القرار الذي حدد عدم إمكانية عودتهم للدراسة في أيّ جامعة سعودية أخرى مستقبلاً.
وتساءلت هل الجريمة كانت مشاجرة واعتداءات داخل الحرم الجامعي والتلفظ بعنف خارج عن الأدب؟.. أم أن هناك ما هو أعظم من هذا حتى يكون العقاب حكماً بإنهاء فرصة التعليم تماماً وضياع مستقبلهن العلمي؟. مهما صدر من الطالبات من سلوكيات فإن على الجامعة أن تعرف الفرق بين التأديب والانتقام.
في رأيي: إن فصل طالب من جامعته نهائياً هو كارثة.. فكيف إذا صاحبه المنع من الدراسة في أيّ جامعة سعودية مستقبلاً!!.. إذن فقد حكم على الطالب بخسارة مستقبله.
هل هذا قرار تأديبي ضمن قرارات اللوائح التنفيذية في الجامعة؟.. أم أنه قرار انفعالي جاء لحماية سمعة الجامعة دون الالتفات إلى أن المعاقبات وإن أخطأن أو أجرمن، فهن لا يستحقن خسارة مستقبلهن بدلاً من تقويم سلوكهن..
وحسب لائحة تأديب الطلاب بجامعة الطائف فإنه لا وجود لحكم مثل المنع عن الدراسة في أي جامعة سعودية فكيف يحق للجامعة أن تواجه سلوكاً عدوانياً من قبل الطالبات بقرار سيجد فيه الكثير من الطالبات تعدياً على إعطائهن فرصة إصلاح سلوكهن؟.. التأديب لا يعني أن نفقد مواطناً ونرمي به إلى الإحباط أو السخط.. فللتأديب أصول وقواعد.
آمل من الطالبات الاعتراض على قرار الجامعة مع تمسكي بتاديبهن التأديب المناسب لسلوكهن المشين، فالهدف من التأديب هو إقلاع الطالب عن السلوك المخالف وليس المشاركة في ضياع مستقبله. الطالب المخطئ يحتاج إلى التوجيه وأيضاً العقاب إن اخطأ، لكن العقاب لا ينبغي أن يتجاوز الخطأ في بشاعته، والجامعة ليست مؤسسة عقابية إنما تعليمية تربوية.