د. ناهد باشطح
فاصلة:
«الظلام لا يقدر أن يطرد الظلام، النور وحده هو القادر على ذلك. والكراهية لا تقدر أن تطرد الكراهية، المحبة وحدها القادرة على ذلك».
- مارتن لوثر كينج -
رغم أن الحدث يجيء كل عام إلا أن الضجيج لم يتوقف عن النقاش حول الأيام الأولى من السنة الميلادية.
رغم أن هذا العام حمل قصصاً مختلفة، فهناك داعية شهير قدم للمرة الأولى نشيداً عن السيد المسيح عليه السلام، مشيراً إلى أهمية احترام جميع الأديان السماوية لكن الأسئلة بدأت:
هل نهنئ من نعرف من المسيحيين أصدقاء أو زملاء أو حتى عمالة تخدمنا في منازلنا؟
وماذا عن الأطفال إذا ما سألونا عن الدين المسيحي وعن المسيح عليه السلام؟
في مدارسنا ضمن المناهج - على حد علمي- لا توجد أي معلومات عن الديانة المسيحية وبعض المعلمين والمعلمات يحذرون الطلاب من الاهتمام بهذا الحدث.
ماذا عن قنوات التواصل الاجتماعي مثل تويتر والفيس بوك والواتس أب.... ماذا عن انتشار التهنئة فيها؟
ماذا عن اختيارك تهنئة مجموعات وأخرى لا تهنئها لمعرفتك اعتراضها على ذكر الحدث؟
هل نعتبر ما يحدث حراكاً اجتماعياً طبيعياً بين أفكار متناقضة في مجتمع يحاول التشكل من جديد دون انسلاخ عن هويته؟
وهل تتأثر هوية المسيحي حينما يهنئنا نحن المسلمين برمضان وعيد الفطر مثلاً؟
الجيل الجديد لم يعد يسألنا المعلومات، إذ إنه يستطيع أن يتلقاها من مصادر إعلامية متعددة حوله، كما أنه جيل يناقش القيم التي لم يألفها ولا يقبلها دون اقتناع بجدواها.
ومن المعيب تربوياً أن نظهر أمام أطفالنا متناقضين أو حتى غير منطقيين، لذلك حينما أخبرتني طفلتي الصغيرة التي درست سنوات من عمرها في مدرسة كاثولوكية حكومية في بريطانيا أنها أرسلت لصديقتها هناك رسالة تهنئة بالعام الجديد، تذكرت أن صديقتها قد هنأتها بعيد رمضان السابق وأنها في مدرستها البريطانية تعرفت لأول مرة على الديانات المختلفة، وتذكرت اللوحة التي لطالما لفتت نظري في فناء مدرستها والتي كتب عليها كلمة الترحيب في كل اللغات بما فيها السلام عليكم.
الأطفال يستطيعون بفطرتهم إشاعة الحب والسلام أكثر منا نحن الكبار الذين لوثتنا الأفكار الجامدة وأبعدتنا عن قيم التعايش والسلام في ديننا العظيم وتفاصيل سيرة النبي الكريم الذي يعود جاره اليهودي عندما يمرض ويقول لكفار قريش اذهبوا فأنتم الطلقاء.