تنطلق الأحد المقبل ولمدة أسبوع فعاليات ملتقى ألوان السعودية في دورته الخامسة، الذي يعد الملتقى الأكبر لصور المواقع السياحية والتراثية بالمملكة.
ويحظى الملتقى الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سنوياً في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات بإقبال وتفاعل كبيرين من الشباب من هواة التصوير الفوتوغرافي والسينمائي الذين يتسابقون في إبراز جمال المملكة بالصورة واللقطة من خلال مسابقة ألوان السعودية التي يقوم راعي الملتقى الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة بتسليم جوائزها في حفل الافتتاح.
وقد أطلقت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أولى دورات الملتقى عام 2012م بمشاركة العديد من رواد ومحترفي وهواة التصوير الضوئي وإنتاج الأفلام السياحية القصيرة الخاصة برصد مقومات المملكة التراثية والثقافية والطبيعية والحضارية والسياحية؛ لعرض إبداعاتهم التي توظّف التصوير في خدمة الوطن.
واكتسب ملتقى ألوان السعودية منذ انطلاقته أهمية خاصة ضمن المشروعات الإبداعية في المملكة، ولاسيما أنه التزم خلال نسخه الأربع الماضية بمجموعة من الأهداف الرئيسة، أبرزها: التعريف بالمقومات السياحية المتنوعة في المملكة، وتفعيل دور الصورة الفوتوغرافية والفيلم، وتحفيز الموهوبين والمبدعين، وبهذا أصبح علامة بارزة ومهمة في مسيرة التصوير بالمملكة.
ويتضمَّن الملتقى كل عام عددًا من الفعاليات المصاحبة، بدءًا بحفل الافتتاح الذي يقام برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة، إلى جانب حفل لتوزيع الجوائز وافتتاح المعرض الذي يتضمن آخر تطورات التقنيات في مجالات التصوير والطباعة وصناعة الأفلام، وبرامج مخصصة على مدار أيامه، وعرض يومي للأفلام القصيرة، إضافة إلى برنامج علمي يتضمن ورشًا ومحاضرات يومية.
وأكد الأستاذ عبدالله المرشد، نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للتسويق والبرامج المكلف رئيس اللجنة المنظمة لملتقى «ألوان السعودية»، أن الملتقى يعدُّ أول وأكبر تجمُّع وطني يُعنى بالتصوير وتوظيفه في خدمة الوطن للتعريف بمقوماته التراثية والثقافية والطبيعية والحضارية والسياحية، إلى جانب دوره في نقل صورة مميزة عن المملكة وتحقيق الجاذبية والتفاعل مع الزوار، موضحًا أنه تمكَّن مع نهاية العام الماضي من تحقيق إنجاز رابع له مستمدًّا نجاحه واستمراريته من عناصر القوة التي اكتسبها منذ انطلاقته الأولى عام 2012م، بفضل دعم الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة، ولعمق الرسالة التي يحملها التي يستمر في ترسيخها وتعزيز مفاهيمها لدى جمهوره النخبوي عامًا إثر آخر، «والهيئة تحرص على تنظيم الملتقى تحقيقًا لمهمتها في تعزيز معرفة المواطن بوطنه وتنمية اهتمامه بالسياحة المحلية، إلى جانب تسويق الوجهات والمنتجات السياحية التي تزخر بها مناطق المملكة، وإبراز التنوع المميز فيها».
وأبان أن «ألوان السعودية» يهدف إلى تشجيع المصورين المحترفين المبدعين والهواة وتحفيزهم لإبراز ما تتمتع به المملكة من مواقع سياحية وتراثية وبيئة طبيعية متنوعة وتقدُّم حضاري، مفيدًا بأنه سيجري الإعلان وتكريم الفائزين بجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتصوير، والفائزين في مسابقات ألوان السعودية المختلفة للتصوير والأفلام القصيرة، خلال حفل افتتاح الملتقى بنسخته الخامسة والمعرض المصاحب بتاريخ 12 ربيع الأول 1438هـ، الموافق 11 ديسمبر 2016م.
ولفت المرشد إلى أن فئات المسابقة تشمل: مسابقة ألوان السعودية للتصوير الضوئي، ومسابقة ألوان السعودية بعيون عالمية، ومسابقة ألوان السعودية للتصوير بالهواتف الذكية، ومسابقة الأفلام القصيرة التي خصص محورها هذا العام حول التجربة السياحية، مشيرًا إلى أن مسابقة الأفلام السياحية في دورة هذا العام من الملتقى ستشهد إضافة فئات جديدة لتشمل ثلاث فئات: الأولى للأفلام القصيرة المنتجة خصيصًا للمسابقة ولها جوائز مالية ودرع الجائزة، أما الفئات الجديدة فتشمل الأفلام الوثائقية لموضوعات لها علاقة بالسياحة، وأفلام قطاع الأعمال مثل شركات النقل البري والجوي والفنادق وشركات السفر والسياحة والقطارات، وغيرها من جهات القطاع الخاص وتستحق درع المسابقة وشهادة تكريم.
وأشار نائب رئيس الهيئة للتسويق والبرامج رئيس اللجنة المنظمة لملتقى «ألوان السعودية»، إلى اعتماد الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة، رفع قيمة جوائز مسابقة ألوان السعودية للأفلام القصيرة لعام 2016م إلى 1.300.000 ريال؛ وذلك بهدف تشجيع ودعم منتجي ومصوري الأفلام المتعلقة بالسياحة السعودية، مبيّنًا أن الملتقى ينفّذ على مدار العام برامج شاملة لا تقتصر فقط على فترة إقامته، حيث يسعى إلى الوصول للمواطنين والمقيمين في مختلف مناطق المملكة من خلال أنشطة متعددة، أبرزها: معرض ألوان المتنقل الذي يشمل 30 موقعًا بهدف إطلاع الزائر على الصور والأعمال السياحية المختارة والفائزة في الملتقيات السابقة عبر عرض عشرات الصور المتنوعة وفق خطة زمنية مدروسة.
إثراء الحركة الفوتوغرافية
من جهته، وصف الأستاذ عبدالعزيز المشخص، أحد أعضاء لجنة التحكيم في دورات الملتقى السابقة، مسابقات «ألوان السعودية» بالغيث الذي انتظره المصورون طويلاً لما شكَّلته من فرصة للالتقاء والتجمع وتبادل الخبرات والمعرفة، مضيفًا:
«بغض النظر عن كون الملتقى مختصًّا بالصورة السياحية في مملكتنا الغالية، إلا أنه نجح في إثراء الحركة الفوتوغرافية المحلية بكثير من الأعمال الجميلة وأظهر الكثير من الأسماء الواعدة في مجال التصوير الفوتوغرافي».
وأضاف: «في كل عام نلمس تصاعدًا في جودة المشاركات وتزايدًا في أعداد المواهب المتقدمة، وهو أمر يدعو للفخر والتفاؤل بمستقبل التصوير في المملكة، ويبشِّر بأن المسابقة حققت أهدافها المعلنة، وأظن أن مكتبة الصور السياحية الغنية بصور المشاركات المتنوعة لمناطق المملكة لهي خير دليل على ذلك»، مشيرًا إلى أن كثيراً من المشاركات الفائزة في «ألوان السعودية» لها القدرة على المنافسة في المناسبات العالمية «فالفن الجيد يفرض وجوده في أي مكان».
تنمية المهارات
بدوره، عبَّر صالح الهذلول، أحد الفائزين بجوائز مسابقات
«ألوان السعودية»، عن سروره وسعادته كونه أحد المشاركين في ملتقى ألوان السعودية، «حيث الانطباع الإيجابي والتفاؤل الممزوج بالتحدي»، مشيرًا إلى أن مستوى المشاركات كان مميزًا، وشهدت تنافسًا حادًّا عكس مدى احترافية المصور السعودي في الآونة الأخيرة.
وأضاف: «ملتقى ألوان كان له دور كبير في تنمية مهارات المشاركين ودعمهم، وهذا لم يقتصر عليهم فقط، بل تجاوز ذلك ليقدم الملتقى قيمة للمصور السعودي بشكل عام والصورة الفوتوغرافية في المملكة، وأصبح بذلك بوابة عبور إلى عالم الصورة المميزة، وهذا يدفع المصور إلى الاهتمام وبذل الجهد قبل دخول هذه البوابة، ومن ثم كان الملتقى سببًا رئيسًا في تنمية مهاراته»، مبيّنًا أنه يعد من أهم آفاق النجاح للمصور في المملكة، «فتتويج الصورة بالجائزة هو بحد ذاته خطوة كبيرة -بعد إذن الله وتوفيقه- لنجاح المصور، وهذا يعكس مدى أهميته للمصور السعودي المحترف».
وعن الدور المنتظر تقديمه منه كونه أحد الفائزين لدعم الإنتاج السياحي في المملكة والتعريف بها وبمقوماتها، قال الهذلول: «نعم لدينا دور مهم، وملتقى ألوان هيّأ لنا المكان الذي من خلاله تجمع أهم وأفضل الصور الفوتوغرافية عن المملكة، ومن ثم يسعى المصور إلى تقديم ما هو أفضل وجديد؛ لأنه وجد من يهتم به وبأعماله، ويقدم لها جميع السبل التي من خلالها تنشر وتعرض ويتعرف عليها».
آفاق واسعة
وأكد محمد اليوسي، أحد الفائزين بجوائز مسابقات «ألوان السعودية» أيضًا، أن مشاركته وتجربته في الملتقى كانت رائعة وفريدة، حيث إنها أتاحت له المنافسة مع جميع المشاركين بغض النظر عن الرابح تحت فريق عمل مهني حيادي متخصص في التحكيم والتقييم وترشيح الفائزين، مبيّنًا أن «ألوان السعودية» يعد تظاهرة سنوية ومهرجانًا مفتوحًا لجميع المصورين وبمختلف مستوياتهم؛ «لذلك فهو بمنزلة الحاضن الرئيس لتنمية الإبداع ومهارات التصوير، كما أنه فرصة تتكرر كل سنة للالتقاء بالمبدعين وتبادل الحوارات والخبرات».
وعن دور الملتقى في تنمية مهارات المصورين ودعمهم، أشار اليوسي إلى أن «ألوان السعودية» فتح أمام المصورين آفاقًا واسعة للمشروعات الفوتوغرافية «وأصبحنا نرى المملكة بعين أخرى»، مضيفًا: «على عاتقنا دور من المنتظر تقديمه لدعم الإنتاج السياحي في المملكة والتعريف بها وبمقوماتها، وبناء على ذلك علينا أن نستزيد ثقافيًّا فيما نصور، وألا يكون الهدف ماديًّا بحتًا بقدر ما هو نشر لثقافتنا وتراثنا مع كل عمل ننشره أو نصوره في مملكتنا».