عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة... انتهت قصة اللاعب الذي منذ أن وطأت قدماه الملاعب ومسيرته مليئة بالمشاكل والقضايا غير العادية، لقد كانت حياة حسين عبدالغني الرياضية والتي بدأها في النادي الأهلي عنوانا بارزا مع كل مباراة وخاصة الكبيرة للانفلات والمضاربات والخروج عن الروح الرياضية بألفاظ نابية، وعادة ما تصل للتجريح والقذف كما ذكر بعض اللاعبين (أما أنا فذمتي بريئة منه ومن أفعاله) حتى وصل الأمر في النادي الأهلي إلى التخلص منه بطريقة ذكية ومحترمة من خلال احتراف خارجي لا قيمة له بأحد الأندية السويسرية، وبعد ذلك عاد ليجد المحطة الأكثر صخباً وإثارة في نادي النصر الذي ما لبث أن أصبح الآمر الناهي وهيمن هيمنة غير طبيعية وغير مسبوقة في أي نادي سعودي من قبل، وبالتأكيد هذا يدل على ضعف الإدارة وعدم سيطرتها عليه وكأنه ليس بلاعب من ضمن اللاعبين والسبب... الله أعلم؟.
لقد وصل الأمر بعبدالغني إلى إقالة المدراء وآخرهم الحقباني، وقد يكون رحيل العثمان بسببه وهيمنته، وآخر الخزعبلات مطالبته الإدارة بتوزيع المكافآت للاعبين وهذا أمر خارج مسئولياته، وقد سبق أن حذرت من استمرار تماديه وتمرده وهيمنته غير المنطقية، وأنه يريد أن يجعل أي مدرب تحت مشورته واقتراحاته إلا أنه اصطدم هذه المرة بمدرب حازم ولا يسمح لكائن من كان بالتدخل في عمله وهذا ما فوجئ به عبدالغني وحاول إصلاح الأمور إلا أن المدرب (الداهية) اكتشفه مبكراً منذ المعسكر الخارجي امتداداً لبطولة تبوك المخجلة وصولاً إلى اعتداءاته على زملائه وأخيراً الوصول إليه شخصياً والذي لم يعد يتحمله أو يتحمل رؤيته داخل أسوار النادي ووقفت معه الجماهير قاطبة حتى من جماهير الأندية الأخرى وحتى اللاعبين وزملائهم جميعاً وأكبر دليل احتفال اللاعبين عند تسجيل الأهداف عندما يذهبون ويعانقون مدربهم وهذه أكبر رسالة لو كان يفهم؟
وأخيراً جاءت النهاية المأساوية والصادمة.. نعم النهاية التي لا يتمناها أي لاعب بل يتحاشى أن يصلها فدائماً نقول ونكرر لجميع اللاعبين ارحلوا غادروا اعتزلوا وأنتم في قمة مستواكم لتبقى ذكرياتكم عطرة وراسخة لدى الجميع وقبل أن تطالبكم جماهير أنديتكم بالرحيل ويفرحوا عندما يشاهدونكم خارج التشكيلة. اللاعب الذكي والمتميز يستغل الفرصة عندما يتحقق منجز وأي بطولة ويرحل قبل أن يُرَحّل، واليوم يغادر كابتن وقائد المشاكل والجميع يهلّل ويرحب بمغادرته بل استبشر النصراويون قبل غيرهم برحيله وإبعاده حتى ولو قال إجازة فاللاعب إجازته عندما تتوقف المنافسات وليس في ذروتها. نعم رحل غير مأسوف عليه ورحل بعدما وصل به الحال إلى اليأس رحل عندما أصبح منبوذا من الجميع حتى أقرب اللاعبين إليه وهذه نهاية كل من يكابر وتكون الأنانية هي عنوان حياته ويتطلع إلى أن يأخذ زمانه وزمان غيره والله المستعان في كل الأحوال.
في النصر كل الوعود وهم
تتوالى الاجتماعات ويحضر الكل وكأنها إحدى المناسبات وتلتقط الصور والجلسات وتدون الأسماء والتبرعات والكل يبدي ويؤيد المساهمات والكل يطق صدره لحل الأزمات ولكن هيهات هيهات لا تتعدى عالم الوهميات. لقد شكا ولا زال رئيس النصر من عدم الوفاء بالالتزامات والضائقة المالية الخانقة والتي أحرجته مع اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية.
نعم ندرك أن الرئيس ((كبّر اللقمة شوي)) كما يقال من خلال تعاقدات وصفقات فلكية لمعظم اللاعبين وسبق أن قال إنه المسئول الأول عن كل الالتزامات حتى الكل يتذكر مقولته الشهيرة (من يقول النصر ناقص مال فهو ناقص عقل) ولو صحت هذه العبارة لكان الكل بدون عقل ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح.. ديون متراكمة مشاكل خارجية شكاوي داخلية التزامات ضخمة رواتب عالية والمردود الكلي للنادي لا يستطيع تقليص أو تسديد ولو عشرين بالمئة من كامل مجموع الديون ناهيك عن الاستحقاقات الشهرية وكل تأخير يجعلها تتضاعف وأمل الرئيس ومن معه كله منصب على الأعضاء ودعمهم ووفائهم بما سبق أن التزموا به والذي أعتقد شخصياً أن معظمها تدخل في عالم الأوهام وطالما اشتكى منها الرئيس حتى ولو لم يعلنها مباشرة، واليوم ينظر رئيس النادي وجماهيره ما سينتج عنه الاجتماع الأخير وهل سيحدث تغيير ويتم الدعم أم يكون كسابقه؟؟ الله وحده أعلم.
نقاط للتأمل:
- ندرك ونعلم أن الرحيل بجميع أنواعه مر بطعم العلقم. أن ترحل من وظيفتك أو عمل أمضيت جل حياتك وزهرة شبابك من خلاله ولكن هذه سنة الحياة ودوام الحال من المحال ولو بقي غيرك لما آلت إليك ولا يمكن لأي مخلوق في هذه الدنيا أن يعيش زمنه وزمن غيره كل هذا يدركه الجميع إلا القائد الوهمي والأسطورة المصنوعة فلم يدرك ولم يكن في خلده أن تأتي اللحظة المرة ويطلب منه الرحيل عندما فوّت كل الفرص السانحة والذهبية لرحيله وأخيراً لا أقول إلا اللهم أحسن خواتيمنا.
- لا يختلف أحد على موهبة اللاعب نواف العابد واليوم يعتبر من اللاعبين الأساسيين والمهمين في فريقه الهلال أو المنتخب ولكن لا يمكن أن يكتمل جمال أدائه ومستوياته المميزة ما لم يقترن مع المظهر العام في الملعب وخارجه وهذا ما لفت انتباهي بعد لقاء فريقه الأخير مع الشباب فخرج في لقاء متلفز وأكثر من إصبع يلمع بخاتم وهذا لا يليق ولا يقبل من لاعب دولي والكل يتابعه ناهيك أن الأمر لا يتوافق مع العادات والقيم لدينا، والمسئولية تقع على والد اللاعب أولاً في توجيهه ومن ثم على إدارة ناديه لتنبيهه والتأكد من عدم تكراره لهذا الأمر مرة أخرى.
- اليوم تتطلع الجماهير الرياضية السعودية إلى ملعب الأمير فيصل بن فهد عندما يلتقي النصر المنتشي بالانتصارات وحل المشاكل وإبعاد مصادرها بالليث الجريح الذي خسر خسارة كبيرة أمام الهلال الأسبوع الماضي، وتكمن أهمية اللقاء وحساسيته بالنسبة للنصراويين في مواصلة الانتصارات وتضييق الخناق على المتصدر ووصيفه أما الشبابيين فيتطلعون إلى إيقاف نزيف النقاط ومحاولة البقاء مع أندية المقدمة والحصول على مقعد آسيوي على الأقل إذا صعب تحقيق الدوري.
- رحل يوم الثلاثاء الماضي أحد رجال التحكيم المميزين وأحد أفراد أسرة رياضية عريقة رحل الحكم والرياضي والزميل غازي كيال -رحمه الله- والعزاء موصول للزميل العزيز فيصل وإخوانه ووالدتهم وكذلك العزاء لمدير المنتخب والعزيز شقيق المرحوم الكابتن طارق كيال، رحم الله الأستاذ والحكم غازي وألهم أهله الصبر والسلوان فقد أمضى حياته من خلال المجال الرياضي وكذلك من خلال عمله المتميز في الخطوط السعودية فكان نعم الزميل ونعم الأخ الكبير ونعم الصديق فله منا الدعاء أن يتقبله ربه ويثبته ويرحمه إنه رحيم بعباده وإنا لله وإنا إليه راجعون.
خاتمة:
اللهم لا تجعل حاجتي ولا سعادتي بيد مخلوق ولا تجعل انكساري وضعفي إلا لك ولا تجعل دمعتي تنزل إلا لك ولا تعلق قلبي إلا بك.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.