وُلد كوكب الأرض قبل 4.54 مليار سنة، ولكن أبونا آدم -عليه السلام- لم تطأ قدماه ترابها إلا قبل 209 آلاف سنة فقط، وهي الفترة الزمنية التي تشكل عمر الانسان على كوكبنا الأخضر.
لو كان عمر الانسان يوماً واحداً، فالعصر الرقمي (ابن الثورة التكنولوجية) الذي بدأ في عام 1947 ميلادي (بعد اختراع الترانزستور) لن يشكل منه أكثر من 30 ثانية. تخيل معي، الإنسان عاش ما يقارب 23 ساعة و59 دقيقة و30 ثانية، ثم ظهرت كل الاختراعات التي تعرفها مثل الكمبيوتر والانترنت والهاتف في آخر 30 ثانية من اليوم.
بل وظهرت كل التقنيات التي لا تستغني عنها اليوم مثل الهواتف الذكية والشبكات الاجتماعية والتطبيقات الذكية في آخر خمس ثوانٍ فقط.
فعالم التكنولوجيا شهد ثورات رقمية وتطورات متسارعة في السنوات العشر الأخيرة كان من شبه المستحيل توقع حدوثها أو التنبؤ بتحديد اتجاهاتها أو صرعاتها. شركات وُلدت وسادت وامبراطوريات انهارت وخرجت من الأسواق وتكنولوجيات نمت وازدهرت، بينما أخرى تراجعت وركدت وسط مجموعة من التكتلات التجارية والحروب التقنية زادت التنافسية والابتكار في زاوية وقتلتهم في أخرى. ثورة الهواتف الذكية وانتشار استخدام التطبيقات الذكية وظهور الشبكات الاجتماعية وتحول المجتمعات العالمية إلى خلايا رقمية صغيرة كان أبرز ملامح عهد ما بعد الكمبيوتر الشخصي الذي انطلق بشكل «فعلي» مع الإعلان عن هاتف آبل آيفون في يناير 2007م.
بينما نقترب من الذكرى العاشرة لبداية هذا العهد الجديد، سنحاول في هذه المقالة استعراض أهم التكنولوجيات التي ستشكل (بدأت بالفعل) ملامح هذه الحقبة الجديدة من تاريخنا الرقمي. خمسة تكنولوجيات تعتبر في طور النشء لكنها بدأت تقتنص حصة الأسد من اهتمام الشركات العالمية، ويتوقع أن تمثل حجر الزاوية في الخدمات والمنتجات التي تقدمها أي شركة تكنولوجية عالمية.
هذه التكنولوجيات الناشئة هي الحوسبة السحابية، الذكاء الصناعي، المساعدات الشخصية، انترنت الأشياء، الواقع الافتراضي والمعزز. خمسة تكنولوجيات ستغير كثيراً من الخمس الثواني القادمة في حياة الانسان على كوكب الأرض، تغير لم يسبق له مثيل.
الحوسبة السحابية
مفهوم الحوسبة السحابية يشير إلى المصادر والخدمات والأنظمة التي يتم توفيرها للمستخدمين عبر شبكة الانترنت. يعني ذلك أن شركة كبيرة تقدم خدمات مُؤجرة ومُسعرة حسب حجم الاستخدام إلى شركات صغيرة أخرى او أفراد. الخدمات السحابية تتنوع بين مساحات تخزين البيانات والنسخ الاحتياطي والمزامنة الذاتية والكثير غيرها وتندرج تحت ثلاثة قطاعات رئيسية (SaaS, Iass, Pass) في تقديم البرمجيات أو البنى التحتية أو المنصات كخدمة مستقلة.
هدف الحوسبة السحابية هو تقديم خدمة معقدة بشكل مبسط إلى المستخدم (شركة أو فرد) عن طريق واجهة برمجية ميسرة يمكن الولوج إليها من خلال شبكة الإنترنت من أي مكان حول العالم. استخدامات قطاع الاعمال تختلف بالطبع عن قطاع الأفراد التي تكون حاجته في تحميل الصور والملفات واستخدام البرمجيات عبر الانترنت من أي مكان في العالم.
حجم الاستثمار والانفاق والعوائد في قطاع الحوسبة السحابية تزايد بشكل كبير في السنوات الثلاث الأخيرة. بينما بلغ حجم الانفاق 70 مليار دولار أمريكي في عام 2015م، يتوقع أن يصل إلى 220 مليار في عام 2020 وهذا يعني أن حجم القطاع سيتجاوز ترليون دولار في السنوات الخمس القادمة.
الشركات العالمية الكبرى في هذا المجال هي أمازون، مايكروسوفت، IBM، ألفابت، سيلزفورس.
أمازون والتي نعرفها كشركة للتجارة الإلكترونية وتدير أحد أكبر المتاجر الافتراضية في العالم كانت إحدى الشركات السباقة للاستثمار في قطاع الحوسبة السحابية عبر فرعها المسمى AWS وباتت اليوم تحقق نتائج قياسية تتجاوز عوائد مبيعات المتجر الإلكتروني (بل وأكثر بـ 3 أضعاف حسب نتائج الربع المالي الأخير).
مايكروسوفت عبر فرعها Azure دخلت قطاع الحوسبة السحابية متأخرة نوعاً ما واتضح تركيزها بشكل واضح بعد تولي الهندي ساتياناديلا دفع قيادة الشركة في فبراير 2014م بإعلانه الاهتمام بشكل كبير بهذا المجال.
اليوم نجد أن مايكروسوفت (التي لا تعلن أرقاماً واضحة بهذا الصدد) باتت تحتل المرتبة الثانية.
عربياً، بدأت الشركات خصوصاً السعودية منها الاستثمار بشكل متأخر بهذا المجال وأكبر خبر مؤثر كان الإعلان عن تحالف بين شركة «علم»، و»STC» وذلك تحت رعاية مركز المعلومات الوطني، كتحالف استراتيجي لتقديم خدمات الحوسبة السحابية، للمشتركين من الجهات الحكومية وقطاع الاعمال والأفراد أطلق عليه اسم «الشركة السعودية للحوسبة السحابية».
الذكاء الاصطناعي
حسب شركة قوقل، نعيش الآن في عصر الذكاء الاصطناعي بعد عدة مراحل مر بها عالم الحوسبة بداية من الحاسب الشخصي في منتصف الثمانينات وشبكة الويب في منتصف التسعينات والهواتف الذكية في منتصف العقد الماضي، والآن نبدأ أول خطواتنا في الذكاء الاصطناعي.
مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته جداً خصبة وهو علم بدأ الانسان العمل عليه في الخمسينيات من القرن الماضي، لكن دخوله بشكل حقيقي في حياة المستخدم العادي لم يبدأ إلا مؤخراً. الهدف من الذكاء الاصطناعي هو تصميم وبناء «عملاء» أذكياء ويقصد بالعميل أداة أو آلة قادرة على التمتع بقدرات ذكاء اصطناعية (محاكاة للإنسان) ولها القدرة على التعلم واكتساب والاستفادة من الخبرات الجديدة. شركات عالمية كثيرة خصصت جزءاً كبيراً من عملياتها ومراكزها البحثية في السنوات الثلاث الأخيرة في مجال (AI (Artificial Intelligence أو الذكاء الاصطناعي وسوف يزيد الانفاق العالمي في تطوير حلول وخدمات ذكية في هذا المجال من 8 مليارات دولار أمريكي في عام 2016م إلى 50 مليار دولار أمريكي في عام 2020م بزيادة قياسية تبلغ 50% سنوياً.
وخلال الخمس السنوات القادمة سيرتفع حجم الانفاق والاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي بنسبة 500%. الشركات القيادية في هذا المجال يقف على رأسها ألفابت (قوقل) ومن ثم تأتي شركات فيسبوك وأمازون ومايكروسوفت وIBM. التطبيقات والحلول التي تجد اهتماماً أكبر من غيرها في مجال الذكاء الاصطناعي هي حلول المساعدات الشخصية الذكية والترجمة الفورية وتحليل الصور (تطبيقات ذكية) وخدمة التواصل الذكي مع العملاء (للدعم الفني في الشركات) ونظم كشف الاحتيال والتحقيق (للقطاعات البنكية) وأنظمة التشخيص والعلاج (للقطاعات الطبية) وأنظمة إدارة الجودة وتحسين الخدمات (قطاعات إدارية متفرقة) ونظم الرد على الطوارئ (اسعاف، شرطة).
الجدير بالذكر أن مجال الذكاء الاصطناعي تقوده وتستثمر فيه ثلاثة أنواع من الشركات: تكنولوجية ومالية وطبية.
المساعدات الشخصية
المساعدات الشخصية الذكية هي أحد فروع وخدمات الذكاء الاصطناعي وتتنوع تطبيقاتها من تطبيق على الهاتف الذكي الخاص بك إلى مساعد منزلي ذكي.
حجم الانفاق في هذا المجال يتوقع أن يصل 13 مليار دولار أمريكي بغضون العام 2025م. أحد أول الشركات التي قدمت خدمة المساعدات الشخصية الذكية هي شركة آبل في العام 2011م عندما قدمت للعالم حينها خدمة Siri (بعد شرائها لشركة سيري قبلها بأشهر) لكن آبل توقفت «تقريبا» عند العام 2011م وسبقها كثير من الشركات في هذا المجال على رأسها بالطبع ألفابت وبالتحديد ابنتها البارة قوقل.
قوقل تسيدت الساحة بعد اطلاقها لتطبيق Google Now واتبعتها بتطبيق Google Assistant قبل أشهر والذي يعتبر أكثر المساعدات الشخصية ذكاءً وتقدماً (بشكل يثير المخاوف). قوقل أطلقت أيضاً جهاز Google Home والذي يعتبر بمثابة النسخة المنزلية من التطبيق الموجود بهواتف بيكسل. قوقل هوم عبارة عن جهاز يجلس بجانبك في البيت وينتظر منك إعطاء أوامر لتنفيذها مثل سؤاله عن شيء معين او طلب البحث عن موضوع ما او تشغيل الموسيقى او تذكير بموعد.
أما المجال الخصب في أجهزة المساعدات المنزلية الذكية فهو التحكم بتطبيقات المنازل الذكية مثل إطفاء وتشغيل الأنوار او اقفال وفتح الأبواب وبالطبع التحكم بدرجة حرارة جهاز التبريد أو التسخين.
الشركة الرائدة الأخرى بعد قوقل هي شركة مايكروسوفت عبر تطبيقها Cortana والذي يحتل المرتبة الثانية في قدراته الذكية ويقدم خدمات مشابهة بخدمات مساعد قوقل الشخصي ويتطور بشكل ملحوظ وربما يكون قادر على منافسة مساعد قوقل بشكل كبير.
أمازون تأتي بالمرتبة الثالثة حيث كانت السباقة في طرح أجهزة المساعدات المنزلية الذكية المعروفة باسم Alexa لكن يبدو أنها ستجد منافسة شرسة بهذا المجال مع قوقل الذي يتميز عنها بتكامل الخدمات الأخرى وعلى رأسها محرك البحث والذي يرجح كفة قوقل بشكل لا جدال فيه.
ثالثاً تأتي شركة آبل الذي كان لها قصب السبق بهذا المجال لكنها تراجعت كثيراً. الأملقد يكون في التحديثات الأخيرة التي طرحتها آبل حيث فتحت نظام Siri للمطورين ودمجته مع حواسيب الماك لاحياء ريادة آبل في مجالات المساعدات الشخصية الذكية.
فيسبوك أيضاً اقتحمت هذا المجال ولديها وحدة بحثية خاصة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتملك مواهب هندسية قادرة على أحداث خرق ثوري بهذا المجال وأطلقت مؤخراً فيسبوك ام.
آخر المقتحمين لهذا المجال كانت سامسونج الكورية التي وعدت بإطلاق مساعد شخصي ذكي في هاتف الجلاكسي اس 8 المزمع اطلاقه بالربيع القادم.
إنترنت الأشياء
هي التكنولوجيا السادسة (بعد الهاتف، الكهرباء، المصباح المتوهج، الكمبيوتر، الإنترنت) التي ستحوِّل العالم إلى خلية صغيرة. إنترنت الأشياء تُعرف ببساطة متناهية بأنها التكنولوجيا التي تربط جميع الأجهزة بحياتك ببعضها البعض وتمكنها من التواصل والتفاهم بشكل آلي باستخدام شبكة الإنترنت.
يتيح هذا التواصل «المتصل» للإنسان التحرر من الأجهزة المكاني ة أو التي يرتبط وجودها بمكان واحد. لو افترضنا أن النحلة (الآلة) قامت بامتصاص الرحيق (الإنترنت) من زهرة ما، ثم عادت إلى خلية النحل كي تطبخ أكياس العسل عبر خلطه بأنزيمات معقدة (ذكاء اصطناعي) لخرج لنا عسل خالص (إنترنت الأشياء) يتمتع بقدرات خاصة (الإنترنت الصناعي).
لا شيء يحد انتشار هذه التكنولوجيا العصرية وتبنيها على مستوى الأفراد إلا السرعات الضعيفة التي تعاني منها الشبكات اللاسلكية لكن يتوقع انفجار شعبيتها مع دخول شبكات الجيل الخامس في الأسواق.
حجم الانفاق في مجال انترنت الأشياء يتوقع أن ينمو من 150 مليار دولار في عام 2016م إلى 550 مليار دولار في عام 2020م ويتوقع أن تصل عدد أجهزة انترنت الأشياء (أجهزة صغيرة مرتبطة بالإنترنت) إلى 6 مليارات جهاز بحلول العام 2018م. أمثلة تطبيقات أجهزة انترنت الأشياء غير محدودة فمن جهاز صانع القهوة إلى سيارتك إلى ثلاجتك إلى فرشاة أسنانك. تخيل أن تستيقظ صباحاً فتجد أن ماكينة صنع القهوة قد أعدت لك كوباً من القهوة بعد خروجك من الحمام (هذا أمر ممكن حالياً) لكن أن تجد أن الماكينة قد زادت من جرعة الكافيين في فنجانك لمعرفتها بحضورك اليوم لاجتماع مهم أضفته أنت في جدول أعمالك في تطبيق التقويم بالهاتف المحمول قبل أسبوعين، فهذا هو الشيء الجديد الذي تقدمه تكنولوجيا إنترنت الأشياء.
ما رأيك أن تذهب سيارتك بنفسها إلى محطة الوقود للتزود بالوقود من المحطة القريبة وأنت تتناول إفطارك (إن كانت سيارتك من الجيل القديم وليست كهربائية). أو أن تنبئك السوارة الذكية التي ترتديها بمعصمك بارتفاع ضغط الدم وتقوم بحجز موعد عند طبيبك الخاص لمتابعة الارتفاع المتكرر لضغط الدم عندك وتنتظر منك تأكيدك لهذا الموعد. أو أن ترسل لك الثلاجة بحاجتها للحليب بعد انتهاء صلاحية الكمية الموجودة عندها.
كل ذلك هو إنترنت الأشياء عبر نواته الرئيسة الإنترنت الصناعي. الشركات الرائدة في هذا المجال هي ألفابيت وIBMوسيسكو وانتل ومايكروسوفت وأوراكل وسامسونج (التي وعدت بتطعيم جميع أجهزتها بحلول العام 2020 بتكنولوجيا انترنت الأشياء).
الواقع الافتراضي والمعزز
عادة يخلط البعض بين مصطلحي الواقع الافتراضي والواقع المعزز بينما يعتقد البعض الأخر أنه لا يوجد أصلاً أي فرق بين هاتين التكنولوجيتين. بدون الدخول بتفاصيل معقدة، تكنولوجيا الواقع الافتراضي تقوم بإدخال المستخدم في واقع افتراضي عبر خوذة او نظارة تلبس على الرأس وتعزله تماماً عن عالمه الخارجي.
أما تكنولوجيا الواقع المعزز فهي تُمكن المستخدم من التحرك بحرية تامة في عالمه الحقيقي وتقوم بتعديل واضافة عناصر ومؤثرات بعالمه تمكنه من التفاعل معها أيضاً عبر خوذة او نظارة تلبس على الرأس.
يتوقع أن يحدث انفجار في سوق تكنولوجيا الواقع الافتراضي والمعدل حيث سينمو السوق من 5 مليار دولار أمريكي في العام 2016 إلى 160 مليار دولار في العام 2020.
شركات قوقل وفيسبوك (أوكيلوس) وسامسونج وسوني وhtc تميزت بحلول الواقع الافتراضي عبر نظارات خاصة قدمتها إلى الأسواق، بينما تغرد مايكروسوفت وحيدة «تقريباً» في عالم الواقع المعدل عبر نظارتها HoloLens AR. تكنولوجيا الواقع الافتراضي والمعزز لا يمكن استخدامها عبر خوذات ونظارات خاصة فحسب، بل يمكن استخدامها عبر تطبيقات متطورة في الهواتف الذكية التي تمتلك بعض الإمكانيات اللازمة من مجسات ومستشعرات مثل الكاميرا والمسارع والبوصة والهزاز.
يأتي بالطبع على رأس التطبيقات التي استفادت من تكنولوجيا الواقع الافتراضي والمعدل تطبيقات الألعاب وبالطبع لا نستطيع إلا أن نذكر لعبة Pokémon GO التي أطلقت في منتصف العام 2016م لكنها لاقت رواجاً هائلاً مكنها من تحطيم أرقام قياسية في عدد التنزيلات والعوائد المالية.
بالطبع أحد أهم استخدامات الواقع الافتراضي والمعزز تندرج تحت صناعة الترفيه والألعاب الإلكترونية ولكن يتوقع خروجها عن هذه الدائرة «الضيقة» ودخولها مجالات أخرى وخصوصاً في مجالات الصناعة والإنتاج.
ختاماً، هذه التكنولوجيات الخمس (الحوسبة السحابية، الذكاء الصناعي، المساعدات الشخصية، انترنت الأشياء، الواقع الافتراضي والمعزز) ستقود عالم التكنولوجيا وستفجر ثورات رقمية جديدة ستغير من حال البشر بشكل لم نكن قادرين على تخيله في الثواني الخمس القادمة من عمر الانسان على سطح كوكبنا الجميل.
قريباً، لن تكون قادراً على تخيل حياتك بدون هذه التكنولوجيات الخمس التي ستتحكم بعصب قطاع التكنولوجيا وبعالمك الصغير، ولن تصدق وجود سيارات كهربائية تقود نفسها وطائرات بدون طيار تحلق فوق سطح بيتك ورجال آليين يزحمونك في وظيفتك وعلى قارعة طريقك (وهي التكنولوجيات الثلاث التي سيتم تبنيها بقوة ما بعد العام 2025).
- سلطان المصادري