«الجزيرة» - المحليات:
أوضحت عميدة كلية التربية في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة أمامة بنت محمد الشنقيطي أن أهم ما يميز الملتقى التربوي الثاني لهذا العام هو متابعته لتجارب المعلمات الناجحة في توظيف التقنية في التعليم وتشجيعها من خلال تدشين جائزة المعلمة الرقمية في التعليم العام والتي وجدت إقبالاً كبيراً من قبل المعلمات، وفاق عدد المشاركات 100 مشاركة.
وأضافت خلال حوار معها أنه تم وضع آليه لاختيار الفائزات بهذه الجائزة، حيث تم اختيارهن وفق معايير علمية مستوحاة من المعايير الدولية لدمج التقنية في التعليم - الفئة الخاصة بالمعلمين T- NETS- التابع للجمعية الدولية الأمريكية لتكنولوجيا التعليم.
وكانت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن قد اختتمت فعاليات الملتقى التربوي الثاني «معلم العصر الرقمي» الذي نظّمته كلية التربية بالتزامن مع اليوم العالمي للمعلم، حيث تم إكمال عرض الأوراق العلمية لمجموعة من المختصين البارزين في مجال التعليم الرقمي والذين استقطبتهم كلية التربية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن لتقديم أحدث التقنيات والإستراتيجيات التعليمية والموضوعات البحثية الحديثة والمهمة.
فتطرق الدكتور هاشم الشرنوبي أستاذ تقنيات التعليم بكلية التربية بجامعة طيبة في ورقته العلمية «التطبيقات التعليمية لتقنية الروبوت وتوظيفها في دعم الأدوار التربوية للمعلمين» إلى الابتكارات المتلاحقة في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومجال تقنيات المعلومات والاتصالات والحاسوب والعلوم ذات الصلة، وكذلك التجارب المتعددة لأنسنة الآلات التقنية الحديثة، ودمج السلوكيات الاجتماعية في الآلات والأجهزة الرقمية المتطورة، مبيّناً أنها تتضح وتنمو يوماً بعد آخر، وقد أسهم ذلك في ظهور العديد من التطبيقات التقنية المتطورة، والتي من بينها تقنية الروبوت Robot Technology.
وأضاف الدكتور الشرنوبي أن الكثير من المهتمين بمجال التعليم بصفة عامة، ومجال تقنيات التعليم على وجه الخصوص، يتوقعون من منظور متفائل أن تقنيات الروبوت سوف تؤدي عند اعتبار استخدامها في التعليم إلى تغيير أدوار المعلمين، وكذلك تطوير أدائهم، ومساعدتهم إلى حد كبير على القيام بواجباتهم ومهامهم التربوية؛ مما سوف يؤدي في النهاية إلى ظهور نمط جديد من التعليم في عصر جديد من عصور التقنيات التعليمية والمعلوماتية، يمكن أن يطلق عليه عصر المعلم الروبوت، مشيراً إلى المزايا والإمكانات والتطبيقات التي سوف يتيحها استخدام الروبوت في التعليم، حيث يمكن أن يشارك الروبوت المعلم في الشرح ويعمل بمثابة مساعد وداعم له في أداء أدواره التعليمية داخل الفصول وخارجها.
كما شملت الورقة العلمية للدكتور الشرنوبي عدداً من التطبيقات والاستخدامات للروبوت في مساعدة المعلمين، وبعض الأسس والمبادئ والنظريات التربوية ذات العلاقة، وتقدم بنموذج مقترح لذلك.
في حين عرضت الدكتورة هند الخليفة أستاذ تقنية المعلومات بكلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الملك سعود ورقة علمية تحت عنوان «مساحة الصنّاع (Makerspaces) في التعليم: التقنيات والأبحاث والتوجهات المستقبلية»، عرّفت فيها مساحة الصانع (Makerspace) وبأنها مكان يجتمع فيه أناس وخبراء يجمعهم اهتمام مشترك في مجال الحاسب أو الإلكترونيات أو الفنون والحرف اليدوية وغيرها لتنفيذ مشاريع ذات نفع عام أو خاص، موضحة أن المساحات تركز على التعلم من خلال الممارسة في بيئة اجتماعية والتعلم المشترك بدافع المتعة وتطوير الذات، كما تتوفر فيها الأدوات والتجهيزات اللازمة للقيام بإنجاز المشاريع وتقديم نشاطات متنوّعة للأعضاء مثل الدورات والورش التعليمية.
وأبانت الخليفة أن مساحات التصنيع بصورتها الحالية بدأت قرابة العقد من الزمن وتم توظيفها بكفاءة في المدارس والجامعات لتعزيز مفهوم «اصنعه بنفسك»، مستعرضة بعض التجارب العالمية والإقليمية والمحلية في توظيف مساحة الصانع في العملية التعليمية.
ومن جانبه تناول الدكتور محمد شلتوت أستاذ تكنولوجيا التعليم المساعد بكليات الشرق العربي للدراسات العليا المهارات التي يجب أن يتمتع بها كل معلم ومعلمة حتى يصبحوا معلمين رقميين فعَّالين وناجحين في العملية التعليمة، وذلك ضمن ورقة علمية تحت عنوان «مهارات معلم العصر الرقمي»، مجيباً فيها عن عدة تساؤلات مثل التقنيات الحديثة التي تحتاجها العملية التعليمة، أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها المعلم ليكون معلما رقمياً، وكيفية اكتساب هذه المهارات.
فقد أشار الدكتور شلتوت إلى أن المعلم يواجه العديد من التحديات في عصر العالم الرقمي وعلى رأس هذه التحديات المطالبة بإعداد جيل يحاكي مجتمع المعرفة، ولديه القدرة على مواكبة المتغيّرات التكنولوجية المتجددة عالمياً وكيفية التعامل معها بشكل آمن واحترافي، موضحاً أنه على المعلم اكتساب العديد من المهارات لكي يكون معلماً رقمياً يمكنه التعامل مع هذه التقنيات بشكل ميسر ويستفيد منها في العملية التعليمية لإيصال المعلومات بطريقة مبسطة للتلاميذ كما طرح الدكتور عبد الله آل محيا أستاذ تقنيات التعليم المساعد بجامعة الملك خالد في ورقته العلمية التي تحمل عنوان «جسر الفجوة بين طلاب الجيل الرقمي والممارسات التربوية التقليدية من مدخل المعايير لدى مدير المدرسة والمعلم» توصيات إجرائية لكل من مدير المدرسة والمعلم لتنفيذ معايير تقنيات التعليم لدى كل من مدير المدرسة والمعلم، منوّهاً إلى أن هذه المعايير صادرة عن الجمعية الدولية لتقنيات التربية «ISTE».
وأوضح الدكتور آل محيا أن هذه المعايير تضمنت في نسختها لمدير المدرسة خمسة معايير وهي قيادة مدير المدرسة لرؤية مشتركة، ثقافة التعلم في العصر الرقمي، التميز في الممارسة المهنية، التحسين الشامل، والمواطنة الرقمية، مضيفاً أنها أيضاً تضمنت في نسختها لدى المعلم خمسة معايير وهي تيسير وتحفيز تعلّم الطالب وإبداعهم، تصميم وتطوير ممارسات تعلم وتقييم للطالب تواكب العصر الرقمي، تقديم أنموذج للعمل والتعليم في العصر الرقمي، تشجيع وتقديم أنموذج المواطنة الرقمية، والمشاركة في النمو والقيادة المهنية.
وعُقدت أيضاً أربع جلسات علمية مصاحبة شارك فيها مجموعة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات ومنسوبي الإشراف التربوي والمعلمات وطالبات الدراسات العليا من مختلف مناطق المملكة بأوراق عمل ذات صلة بمحاور الملتقى الأربعة. ففي محور مستحدثات تقنية داخل فصل القرن 21 شارك الدكتور محمد عسيري والأستاذة سمر الفائز بورقة عمل بعنوان «تحليل محتوى عينة من فيديوات تعليم الرياضيات واللغة العربية المقدمة في قناة (عين دروس) الإلكترونية في ضوء المعايير العامة للتصميم والإنتاج الجيد»، والأستاذة شوع الهديان بورقة عمل بعنوان «تجربة استخدام نظام إدارة التعلم كلاسيرا في الحد الجنوبي من وجهة نظر المعلمات والطالبات: دراسة استطلاعية»، والأستاذة نجلاء إيشان بورقة عمل بعنوان «واقع وآفاق المنصات المفتوحة ودورها في تطوير العملية التعليمية»، وقامت الفائزتان بالمركز الثاني المعلمة نورة الذويخ وبشرى بو خضر والفائزة بالمركز الثالث المعلمة عائدة العتيبي بعرض تجاربهن.
في حين شارك مجموعة من المتحدثين بأوراق عمل في محور مهارات معلم العصر الرقمي، فشاركت الأستاذة يارا الحيدري بورقة عمل بعنوان «إطار مرجعي مقترح لكفايات التعلم الإلكتروني للمعلمين واستطلاع أولي لمستوى الجاهزية وفق الإطار المقترح»، والدكتورة مضاوي الراشد بورقة عمل بعنوان «إضاءات حول أهمية التعليم الرقمي لمعلمة رياض الأطفال»، وعرضت الفائزة بالمركز الرابع المعلمة أريج الثبيتي والفائزة بالمركز الخامس المعلمة أسماء الحديثي تجربتهما.
أما محور إستراتيجيات وطرق تعليمية حديثة فشارك فيه الأستاذة فاطمة العتين بورقة عمل بعنوان «التعرّف على دور تكنولوجيا التعليم في ما يتعلّق بجذب الأطفال ما بين 6-8 سنوات داخل الفصول الدراسية في المدارس الابتدائية السعودية»، والأستاذة أمل الرايقي بورقة عمل بعنوان «الحقيبة الرقمية للمفاهيم الرياضية»، والأستاذة علوية منقل بورقة عمل بعنوان «أثر تطبيق برنامج تقني تفاعلي للتعليم بالترفيه داخل الفصل على الأداء التعليمي للطالبات»، وعرضت الفائزة السادسة المعلمة شيخة العتيبي والفائزة السابعة المعلمة زينب بطاطي تجربتهما.
وشارك في محور تجارب ناجحة في توظيف التقنية الأستاذة عناية القبلي بورقة عمل بعنوان «برنامج الإشراف الإلكتروني (الدرة)»، والأستاذة نورة العنقاوي بورقة عمل بعنوان «أثر استخدام تقنية Elements 4 d وHologram في تدريس مقرر الكيمياء للمرحلة الثانوية بمكة المكرمة»، كما عرضت الفائزة الثامنة المعلمة هانية فطاني والفائزة التاسعة المعلمة تغريد المالكي والفائزة العاشرة المعلمة أروى دبوان تجربتهن.
وأتيحت في الملتقى فرصة للباحثات لعرض ملصقاتهن العلمية ذات العلاقة بمحاور الملتقى، حيث تم قبول ثمانية ملصقات علمية تناقش موضوعات بحثية مختلفة قدمت خلالها المعلومات والأفكار بطريقة مختصرة ومبتكرة، فشاركت الأستاذة خيرية القحطاني بملصق علمي بعنوان «نموذج بيئة تعلم شخصية عبر موقع SymbalooEDU»، والأستاذتان جيهان الخضير وهالة العميري بالملصق العلمي «The Impact of Whiteboard Animation Video on ESL Learners Motivation» ، والأستاذة مودة الصبان بالملصق العلمي «دور الوسائط التفاعلية في تحسين سلوك الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه»، والأستاذة تهاني السلوم بملصق علمي بعنوان «تقويم كفايات التدريس باستخدام التقنيات الرقمية لدى معلمات اللغة الإنجليزية بالمرحلة الثانوية بمنطقة القصيم في ضوء نموذج (TPACK)»، والأستاذة أمل الرايقي بالملصق العلمي «الحقيبة الرقمية للمفاهيم الرياضية»، والأستاذة نورة أبو هلال بالملصق العلمي «فاعلية برمجية محاكاة تعليمية في كتاب مهارات توظيف بعض أدوات ويب 2.0 لدى الطالبات المعلمات في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن»، والأستاذة منى الحناكي بالملصق العلمي «أثر التدريس باستخدام إستراتيجية الفصول المقلوبة على الدافعية نحو التعلم في المرحلة المتوسطة»، والأستاذة فوزية الحربي بالملصق العلمي «فاعلية استخدام إستراتيجية التعلم المقلوب في تنمية مهارات التعلم الذاتي وتنظيم البيئة الإثرائية للطالبات الموهوبات بالأحساء».
وفي الختام تم إجراء مداخلة مع الدكتورة حصة الشايع رئيسة قسم تقنيات التعليم بكلية التربية والمشرفة على الملتقى التربوي الثاني «معلم العصر الرقمي» تقدمت فيها بالشكر الجزيل لمعالي مديرة الجامعة الدكتورة هدى العميل وللقيادات العليا بالجامعة ولعميدة كلية التربية الدكتورة أمامة الشنقيطي على دعمهن المتواصل لإنجاح هذا الملتقى، ولأعضاء قسم تقنيات التعليم اللاتي عملن بروح فريق العمل التعاونية على كل جهد بذل وكل نجاح تحقق.
وذكرت الدكتورة الشايع أن الملتقى حقق وبحمد الله الأهداف المأمولة منه في مواكبة المستحدثات التقنية في التعليم، وتفعيل الشراكة بين كلية التربية والمؤسسات التعليمية، وتشجيع التجارب المحلية الرائدة في مجال دمج التقنية في التعليم، مشيرة إلى أنه وجد تفاعلاً كبيراً من جميع المختصات والمهتمات بالمجال التربوي وكذلك الطالبات، فقد حظيت أيام الملتقى بحضور كبير، وبلغ عدد المسجلات أكثر من 1200، ولاقت الورش التدريبية إقبالاً كبيراً فبلغ عدد المسجلات 850 متدربة.