جاسر عبدالعزيز الجاسر
ساهمت وسائل الاتصال الاجتماعي في تعزيز تقدم الشعوب التي أحسنت التعامل مع هذه الأدوات الحضارية فيما انشغلت الشعوب الأخرى في توافه الأشياء، وبدلاً من أن توظف التقدم الحضاري الذي استحدث هذه الوسائل لتعزيز تقدمها تورطت في التعامل معها لتثبت تراجعها الحضاري، ومساعدة القوى الدولية والإقليمية المتربصة التي تعمل على الحد من عوامل تقدم بلادها، فمن يتابع ما تمتلئ به وسائل الاتصال في «البلاد النامية» التي يفترض أن تسعى لنفض عوامل التخلف يجد أن هذه الوسائل تنشغل بتوافه الأشياء وبعضها يُوظفها لقضايا هامشية ومع أنهم أصحاب نوايا طيبة، وجدوا طريقة سهلة لإيصال آرائهم تجاه ما يرونه مؤثراً على حياتهم وأوضاعهم الاقتصادية وحتى المعيشية إلا أنهم يقعون ضحية الاستغلال واستثمار تلك النوايا من قبل المتربصين الذين لا يغفلون عن أي وسيلة للإساءة لبلادنا.
ومع أننا نعلم جميعاً خصوصاً متداولي وسائل الاتصال بأن بلادنا مستهدفة، وأعداؤنا يتزايدون بما فيهم من كنا نعدهم من الأصدقاء والحلفاء وحتى الأشقاء، فالذين يتعاملون مع وسائل الاتصال يشاهدون ما تمتلئ به تلك المواقع من إساءات، بل تحريض مكشوف للنيْل من بلادنا، إلا أن البعض من المتعاملين في تلك الوسائل يندفعون كقطيع الخراف حول دعوات التحريض والإساءات سواء عبر إعادة بث التغريدة «رترويت» في تطبيق التويتر، أو إعادة تصويرها عبر تطبيق الوتساب، وقد انتشرت في الأشهر الأخيرة «موضة» الهاشتاق والتي آخرها تداول «هاشتاق» يدعو من وضعه إلى مقاطعة منتجات شركة الاتصالات السعودية «stc» من مكالمات هاتفية وحزم الاتصالات بكافة تفصيلاتها من نت وتويتر والتطبيقات الأخرى بحجة ارتفاع تكلفتها.. ويتضمن ذلك الهاشتاق طلباً لمقاطعة الـ stc في فترة زمنية حددها واضعوه.
طبعاً نوايا واضعي تلك «الهاشتاقات» قد تبدو حسنة، وأنهم يواجهون جشع شركات الاتصالات، وهو مطلب يتوافق مع ما يعانيه المواطن في هذه المرحلة، إلا أن الذي استفزني وكل مواطن سعودي أن يصبح هذا الهاشتاق معولاً آخر يستفيد منه المتربصون بالوطن لهدم وتدمير واحدة من أهم مؤسسات الاتصالات، فالذي يُشاهد التغريدات وما تمتلئ به وسائل الاتصال يرى أن التجاوب مع الهاشتاق في خارج الوطن يفوق وبكثير مما حصل داخل الوطن، فالمتابعات وإعادة التغريدات في إيران ولبنان وقطر وسلطنة عمان والعراق أكثر وبأضعاف مما هو في المملكة، وهذا بحد ذاته يكشف مدى ضرر ذلك الهاشتاق الذي استغل من قِبل المتربصين الذين يعملون لمحاربتنا في كل شيء، فهل نستيقظ من غفوتنا ونبحث عن وسائل أخرى لرفع مظلمتنا في مسائل ارتفاع الأسعار وغيرها من المطالب.