جاسر عبدالعزيز الجاسر
أثبتت العملية الإرهابية التي نفذها الانقلابيون في اليمن لكثير من الحقائق وكشفت عن خفايا الممارسات الإجرامية التي كان يمارسها نظام الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، فجريمة استهداف سفينة الإغاثة الإماراتية التي تحمل مساعدات غذائية وطبية للشعب اليمني وتنقل جرحى ومصابين لمعالجتهم خارج اليمن بقصف صاروخي، تؤكد أن التشكيل العصابي الذي يسعى للسيطرة على جنوب الجزيرة العربية وتحويله إلى جيب للإرهاب الإيراني، أثبت من خلال العملية الإرهابية التي استهدفت السفينة الإماراتية أن مهمة الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح تتجاوز اليمن إلى أبعد من ذلك بتهديد ممرات الملاحة الدولية، فالسفينة الإماراتية كانت تسلك ممرًا بحريًا دوليًا، وتحمل مواد إغاثية ومساعدات طبية، وهي سفينة مدنية مخصصة لنقل الجرحى وأعمال الإغاثة، واعتراف الانقلابيين من الحوثيين وجماعة الرئيس المخلوع بأنهم كانوا يتابعون تحرك السفينة وبثوا مقاطع تلفزيونية تظهر كيف تم استهداف السفينة بالصواريخ في الممر البحري الدولي بباب المندب، وهو ما يثبت بأن الانقلابيين يمارسون عملاً يندرج ضمن مواصفات وأعمال القراصنة، وأنهم استنسخوا ما كان يقوم به القراصنة عند السواحل الصومالية، مما يدفع المجتمع الدولي على تصنيفهم كقراصنة وإرهابيين، عرضوا أمن وسلامة الممرات البحرية الدولية التي تخدم عديدًا من الدول ليس فقط التي لديها سواحل وموانئ على البحر الأحمر كمصر والسودان والمملكة العربية السعودية والأردن، بل تهديد السفن والبواخر التي تستعمل ممر باب المندب التي تنقل البضائع وشحنات النفط التي تشكل المصدر الأساسي لاقتصاد تلك الدول التي لن تسمح بتهديد الملاحة الدولية، ومثلما تصدت تلك الدول لقراصنة الصومال فإن قادم الأيام ينبئ باتخاذ الدول المتضررة إجراءات عقابية لمن يرتكب أعمال القرصنة ويعطل الملاحة في الممرات الدولية ولن يقتصر ذلك على الانقلابيين من الحوثيين وجماعة علي عبدالله صالح، بل يتعدى ذلك إلى من يزودهم بالصواريخ والأسلحة ويدعمهم من خلال قواعدهم الإرهابية التي أقاموها في الجزر الصومالية التي استولى عليها الإيرانيون، فهذه الدول المتضررة لن تسكت على أعمال القرصنة الإرهابية المدعومة من نظام ملالي إيران كثيرًا، وإن تغاضت قبل ذلك تواطئًا أو تلكؤا أو حتى غفلة، لن تستمر طويلاً بعد أن وصل التهديد لمصالحهم البحرية والاقتصادية، ومثلماضافرت جهود الدول الكبرى والإقليمية للقضاء على قراصنة الصومال، فإن المرحلة المقبلة تشير إلى تكرار تكوين دولي بحري لمواجهة قراصنة الحوثيين ومن يدعمهم من ملالي إيران، وإن بدأت هذه الجهود إقليميًا من خلال تصدي قوات التحالف العربي التي أحبطت إرهاب قراصنة الانقلابيين في اليمن فإن تكرار مثل هذا العمل سيعجل بتدخل الدول المتضررة سواء التي لها سواحل وموانئ على البحر الأحمر أو تلك الدول التي تسير سفنها وناقلاتها البحرية عبر باب المندب.