الطائف تعتبر مركز منارةٍ يشع بالتاريخ والحضارة منذ القدم فهي مركز مصيافٍ جميلٍ، وبلدٌ للعلم والمعرفة والتراث العريق.
اهتم أهلُها في عصر النهضة والتطور بالثقافة الراسخة من دراسات وبحوث ودور نشر واهتمام بالأدب والشعر والقصص، وقدموا الكثيرَ من المؤلفات والموسوعات التي تدل على الأصالة فأصبحت منارةً للعلم والثقافة والفكرِ بما تضُمه من مكتبات قديمة ومكتبات تراثية كان لها دورٌ بارزٌ في بروز الكثير من الرواد والأدباء، والمهتمين ولهم نتاج أدبي ومنشورات متنوعة ومؤلفات أمثال المؤرخ حمّاد السالمي والناشر محمد الزايدي.
والأدباء مناحي القثامي ومحمد بن منصور النجدي وعيسى القصيّر ومحمد قاري عادل وعثمان محمود الصيني وعلي خضران القرني وناصر علي الحارثي ومحمد الشقحا وغيرهم.
وقد رصد أخي الإعلامي مشعل عيضة الحارثي في سرد بديع بمؤلف رائع عن الكتب والمكتبات والمطابع بالطائف في قراءة جميلة شاملة؛ فذكرني بمكتبة السيد ومكتبة المعرفة والمؤيد، والمعارف؛ عندما كنت أتردد عليها وأنا في مراحل الدراسة بمدينة الورد والثقافة والجو البديع، ومن هذه المكتبات:
مكتبة السيّد
وقد أسسها السيد علي قحْوان (ت 1412)، وهي من المكتبات الصغيرة القديمة وغير المرتبة وكانت تزخر بالكتب من شعر ونثر وكتب تاريخية مستعملة ومخطوطات وروايات، وكان يرتادها الكثيرُ من المهتمين من أدباء الطائف، وقد زرتها عدة مرات في وسط البلد واكتسبت منها مجموعة من قصص وقراءات وكتب مدرسية، كما اجتَمعْتُ بعدد من الأدباء البارزين فيها وكنت صغيراً شغوفاً بالأدب وأعشق الشعر والكتب القديمة والمخطوطات وبقايا الكتب الممزّقة.
مكتبة المعارف
أسَّسها محمد سعيد كمال عام 1367وتعتبر منارةً ثقافيةً في الطائف إلى اليوم بها المثير من الكتب التراثية والتاريخية والجغرافية والشعر بنوعيه، وكان من روادها علامة الجزيرة حمد الجاسر وبكر عبدالله آل كمال وعبدالحي بن حسن آل كمال وفهد العرابي الحارثي وعبدالسلام الساسي وعلي العبادي وعبدالقدوس الأنصاري وحسن عبدالله القرشي وعبدالله البسام وعبدالقادر شيبة الحمد وكثير من طلاب دار التوحيد و رواد المعرفة في بلادنا الغالية.
مكتبة الثقافة
أسسها صالح محمد جمال ومعه عبدالرزاق محمد كمال وحسن بكر كمال عام 1367
وتشتمل على مؤلفات علمية، وكتب حديثة من التراث والثقافة المعاصرة، إلى جانب الأدوات المدرسية والقرطاسية والصحف والمجلات بأنواعها مسجلة بذلك كأول مكتبة تجارية في مكة والطائف تحصل على امتياز توزيع إصدارات دور النشر من مصر.
مكتبة المؤيد
أسسها السيد محمد المؤيد عام 1368 وكانت تسمى السلفيّة يرتادها الكثير من الأدباء البارزين في المملكة أمثال: حسن آل الشيخ وعبدالعزيز الرفاعي ومحمد الصديقي والشاعر أحمد الحضراني وأحمد السباعي ود. عبدالعزيز الخويطر ود. غازي القصيبي وغيرهم.
مكتبة المعرفة
أسسها عبدالله عثمان عام 1381وانتقلت إلى محمد علي بامالك ومن روادها الكثير من الأدباء والباحثين بالمنطقة.
مكتبة المصيف
أسسها سعد الجودي عام 1383ثم انتقلت ملكيتها إلى محمد الجهني تهتم بالكتب المتنوعة والكتبِ الدينية والأدبية والمدرسية
مكتبة السناري
أسسها محمد بن معتوق السناري عام 1385 وتسمى الآن المكتبة الوطنية وكانت مرجعاً للكثير من رواد الثقافة والأدب والشعر
المكتبة العامة
تأسست عام 1396وكانت تابعة لوزارة التعليم ثم انتقلت لوزارة الإعلام عام 1427 وبها الكثير من الكتب والمجلات والمخطوطات وكتب الأطفال والدوريات وبها أكثر من 75 ألف عنوان.
مكتبة دار الطّرفين
أسسها الشيخ عبدالله أحمد علاف الغامدي عندما كان طالباً عام 1399 ثم تحولت باسم أخيه سعيد ثم والده وعادت إلى مؤسسها ومالكها الأول، وتحولت إلى دار نشر وتهتم بطباعة وبيع الكتب الدينية والعشرات من الرسائل والمنشورات التوجيهية والموسوعات العلمية.
وقد أعد ونشر صاحبها العديد من المؤلفات الدينية والشرعية المتنوّعة التي توزع في دور النشر المختلفة .
مكتبة دار التوحيد
أنشأها طلاب الدار عام 1359عن طريق المساهمات، ثم أقفلت وفتحت عام 1374وكانت مقصداً لطلاب العلم وزوار الدار كما ضمَّت إليها مكتبات أخرى ويغلب على محتواها القسم الشرعي والكتب القديمة والمعاجم والموسوعات العلمية.
مكتبة الإكليل
أسسها سعد الشلوي عام 1422وتهتم بالكتاب المستعمل وبيع المخطوطات والأنساب والتراجم.
ومن مكتبات الطائف القديمة والتي كانت عبارة عن حوانيت صغيرة تزدحم بالكتب المتنوّعة:
مكتبة الوزنة ومكتبة مكين ومكتبة حسنون، بالإضافة إلى المكتبات المدرسية والمكتبات الخاصة لأعيان ووجهاء وأدباء ومؤرّخي الطائف والمهتمين بالحركة الثقافية بها.
مكتبة العباس
ذُكر أنه في عام 1217بلغ عدد الكتب بها (10) آلاف مجَلّد وأنشأها الوالي التركي محمد رشدي الشرواني وأعيد افتتاحها عام 1384 ، وأصبحت في موقعها الحالي شرق المسجد منذ عام 1389وتعتمد على التسلسل الرقمي الهجائي، كما تحتوي على مخطوطات قديمة تضم حالياً أكثر من 10آلاف كتاب ومرجع ومخطوط؛ من بينها مخطوطة في جميع الفنون التراثية الإسلامية، وأقدم مخطوط بها يرجع تاريخه إلى عام 510 لصاحبها محمد الحبيب المغربي بعنوان (الليالي المتَوهّجة في فسق المرأةِ المتبرِّجة) وفي هذه المخطوطة تحريم بيع ماء زمزم. ومنها مخطوط الفاتق شرح كنز الدقائق لسراج بن نجيم. كما يوجد بالمكتبةِ عددٌ من المصاحف المخطوطة القديمة ومجلدات ضخمة لمعدها يونس دافن وتضم بين دفتيها أشهر المساجد الأثرية في العالم الإسلامي، ويوجد في جزء منها شواهد للقبور الحجرية القديمة برز فيها جودة الخط وفنونه وبعض الأحداث التاريخية بالمنطقة.
- عبدالله بن سعد الحضبي السبيعي
Alhudbe@hotmail.com