كثيرة هي رسائل التواصل الاجتماعي في تاريخنا المحلي المجيد وغالبها تكتب بلغة تتناسب وطبيعة موضوع السوال عن الصحة والأخبار بما جد في الحياة اليومية.
والقليل من هذه الرسائل من يجمع بين ذكر الأخبار اليومية واللغة الراقية والعبارات المسجوعة والكلمات المنتقاة ، وهذا ما وجدته بحمد الله في رسالة كتبها الشيخ سليمان بن إبراهيم الشثري وأخوه علي إلى أخيهما عيسى إبراهيم رحم الله الجميع ، وقد تضمنت هذه الرسالة إبداعا كبيرا في وصف الحالية اليومية مع انتقاء العبارات والكلمات بطريقة راقية وقل أن يكتب مثلها في ذلك العصر.
هذه الرسالة التي كتبت قبل أكثر من مائة عام وأصبحت مقطوعة أدبية أو قصيدة شعرية ،أنقلها هنا للقارئ الكريم تاركة له التفاعل معها وما تضمنته من أخبار وأحداث حيث جاء فيها:
من سليمان بن ابراهيم وعلي إلى من تسنم رتب المعالي والشرف وحاز المفاخر سلفا أثر سلف الأخ المحب الأشيم عيسى بن ابراهيم أتحف الله أيامه بالسرور وأوقاته بالتوفيق والحبور ثم بعد ذلك نهدي سلام أعذب من وابل الغمام وأزهى من زهور نتج من الأكمام ,وسلام أرق من النسيم لطفا وأعذب من الرحيق صرفا ورحمة الله وبركاته
أما بعد
فموجب هذه الأحرف هو إبلاغ جزيل السلام والسؤال عن حالك لا زلت محروس الذات بكلاية خالق الأرض والسماوات وحين بدا لك السؤال عن الحال فنحن بحمد الله في أحسن الأحوال وأتم الأفضال دائمين الدعاء ناشرين الثناء مؤملين أن لا تخلينا من البال في جميع الأحوال ولا تقاطعنا في إرسال الرسائل وقيت جميع المكاره والرذائل.
نسأل الله أن يصلح أقوالنا وأفعالنا ويحف بلطفه أحولنا وأن يجمع بك الشمل عن قريب إنه على كل شيء قدير وبالإجابة مع الإنابة منا جدير كذلك الخط الشريف وصل به الأنس والسرور حصل حيث أنبأنا عن طيبك وصحة حالك وسرنا سلامتكم وعافيتكم وما تضمه من البشارة أعادها الله على أهل الفساد والضلالة ، مكن الله الإسلام في البلاد وأظهر ضغن أهل النفاق والفساد فالحمدلله على ذلكم والشكر له على ما هنالك والأمور بفضل الله على ما تحب وصفة أخبار البلد من روس الغزو وكذلك واصلك مع علي بن حسين آل جرجير قدر صاع وقهوة يزيد شوي وشوي مسمار وكسرة عود ومقطع إطلاع وثوب مقزور ملبوس عافية إن شاءالله
و واصلك مع محمد بن دريهم مزودة داخلها شوي فتيت في خرقة وشوي شعثا ومعمول مكروبة جدا وهذا على حسب المواصلة لأن الركايب ما تشيل إلا زهاب اهلها وعيوا يشلون والا كان حمل ولا هوب كثير كذلك الذلول اللي تحت ابن درهم لنا ذلول طيبة عمانية ولقحة وكان نبيها مسوح لنا بكر فإن رأيت إنك تأخذها وتعطيه من الركايب وتمنحها فنظرك به كفاية وترد لها الرأس هذا ما نعرفك به.
ما نعرفك به وبلغ سلامنا راشد وباقي أخوياك وعبدالعزيز وإبراهيم وبن عمر ورشيد وناصر وباقي جماعتنا كذلك إلى الخال والشيخ وابنه ومحمد بن علي وعبدالله بن عبدالرحمن ومن لدينا إبراهيم واخوانه ومحمد بن عبدالعزيز وعبدالعزيز بن سليمان وسعد ومحمد بن علي وسعد بن أحمد وآل محمد وآل فرحان وآل حمد والشيخ وبن بدر وباقي جماعتنا يبلغون السلام وأنت في أمان الله وحفظه وحسن رعايته وتوفيقه والسلام
- الجوهرة بنت محمد بن ناصر الشثري