في ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية تمتزج عَبرات الفرح بعبارات الفخر والاعتزاز تمجيدًا لوطن هو الخير والعطاء، هو النور والضياء، هو أريج العطر ونسمة الهواء، هو من الألف إلى الياء مجد وعزة، بذل وسخاء.
ففي هذا اليوم يتجدد التأكيد بالمحبة والولاء للوطن، الذي لم تغب عنه شمس الأمس الأصيل.. ولا بدر الحلم الجميل.. فانبثق فجر الحاضر بظله الظليل، إنه شعار يرفرف في قلوب أبنائه بإرث تليد، رصعته صفحات التاريخ، ورسمته سواعد الأبطال.. وأهدته لقادم الأجيال؛ لتسطر وتصنع منه أروع العناوين وأثمن لوحات العصر الحاضر.
ذكرى خلدت بالأذهان يوم توحيد المملكة على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -.
وعلى خطى المؤسس - رحمه الله - سار أبناؤه الملوك من بعده حفاظًا على مكتسبات ومقدرات الوطن ورعاية لشؤون مواطنيه، وتوفير سبل العيش الرغيد لهم، ورسم خطوط المستقبل الواعد، وغمرهم بظلال الأمن والطمأنينة والرخاء.. فقد قادوا قطار النهضة والتطوير بنجاح إلى محطات الحضارة والتقدم، وها هو الوطن يجني ثمار ما أولاه قادته من عناية واهتمام حتى غدت المملكة من أكثر الدول وأسرعها نموًّا، وعزفت على أوتار التطوُّر؛ فأسمعت العالم صدى حضارتها، وخطفت أبصاره ببريق نهضتها العارمة التي حظيت ميادين الأمن فيها بنصيب وافر من الرقي والتطوير في العدة والعتاد وشتى جوانبها وتجهيزاتها البشرية والآلية والتقنية؛ ليسطع جوهر الأمن والأمان بشعاعه في كل شبر من أنحاء الوطن.
وفي هذه الذكرى الوطنية الخالدة تتبلور أبرز معاني التلاحم والتعاضد بين المواطن والقائد، وتتجسد عناوين الترابط والوفاء والولاء للوطن.. وفي مثل هذه المحافل التي يتوج فيها حب الوطن والإخلاص له بتوحيد الجهود وانصهار الطاقات، والعمل على نهج واحد، نكون دومًا صفًّا واحدًا وكلمة واحدة وفكرًا سليمًا منتجًا، ينفع المجتمع، ويقوي أواصره، ويشد من تماسكه وصلابته؛ لنكون جميعًا حصنًا متينًا، يحمي كيان الوطن، ويقوض كل الأخطار من حوله؛ فنقف بذلك سدًّا منيعًا في وجه الفرقة والفتن وكل فكر ضال منحرف، يحاول غزو شبابنا، وينصب شراكه البغيضة لهم حتى لا يصطاد تلك العقول، وتصيب آفته الزهر بالذبول.
وحتى تتكسر على صخرته كل أطماع الطامعين وأحقاد المعتدين يلزم أن نكون العون والعضد لرجال أمننا وجنودنا البواسل الذين يجابهون شراذم البغي والشر، يصونوا الأمن، ويحافظوا على استتبابه. وآخرون يذودون عن حدود الوطن، وكل يضحي بالنفس والنفيس مقدمين أرواحهم دون الوطن ودرعًا حصينة له. فرحم الله شهداء الوطن ومَن ساروا إلى لقاء ربهم مخلدين أعظم المواقف والمشاهد، كما نسأله تعالى أن يشفي ويعافي كل مصاب منهم، ويسلي كل ثكلى ومكلوم.
وفي مجتمع هو عزيز على نفوسنا جميعًا فإن منطقة جازان، وهي إحدى رئات الوطن الغالي التي تملأ السعادة ثغرها بيوم الوطن؛ لتتواصل فيها مسيرة النماء والعطاء والأمن والرخاء بتوجيه مستمر من أمير الحد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز - حفظه الله - يمضي مركب الأمن فيها رافعًا شراعه بمتابعة من معالي مدير الأمن العام الفريق عثمان بن ناصر المحرج.
حفظ الله للوطن عقيدته وملكه سلمان الحزم وقائد العزم وسنديه المحمدين ولي العهد وولي ولي العهد في الأمن والدفاع حصنًا وعرينًا، وأيدهم بالعون والتوفيق والتمكين، وجعل النصر والعزة حليف الوطن إلى يوم الدين.
اللواء ناصر بن صالح الدويسي - مدير شرطة منطقة جازان رئيس اللجنة الأمنية الدائمة