على الشاعر وهو يتمثّل الشعر أن يتمثّل ذاته في بعدها الإنساني، وليس الشخصي، لأن البعد الإنساني يعني أن الشعر غناء الذات الإنسانية لكل ما يتعلِّق بهمومها في شتى المجالات، وحين يفقه الشاعر هذا المعنى يمتد صوته ويتعدّد، دون أن يكون صوت الذات المفردة الخاصة المتقوقعة على جانب شخصي، هو الجانب العاطفي، بل والجانب الغزلي منه فحسب، وهذا ما أنتج شعراً متناسخاً يمثّل هماً واحداً وضيقاً لا يخرج عن المضمون المبتذل الذي استهلكه الشعراء.