تونس - فرح التومي:
إلى حد اليوم، تظل واقعة سوسة الأخيرة وحيدة من نوعها باعتبار أن العناصر الإرهابية الملاحقة من طرف القوات الأمنية والعسكرية لا تزال تتحرك في إطار مجموعات صغيرة، إلا أن إرهابي سوسة خرج عن «المألوف» في العمليات الإرهابية ليقوم أول أمس بطعن ضابط أمن بين عروس إحدى الضواحي الجنوبية لتونس العاصمة.
الناطق الرسمي باسم المحكمة بالعاصمة سفيان السليطي كشف بأن العنصر التكفيري المتطرف الذي أقدم على تسديد 3 طعنات خطيرة للضابط الأمني بعد أن تولى مراقبة تحركاته طيلة شهرين كاملين بصفة يومية متحينا فرصة مناسبة لطعنة.
وأقر الإرهابي المسلح أنه ينشط وحيدًا في إطار ما يعرف بالذئاب المنفردة حيث ظل يتابع تنقلات الضابط الذي وصفه بـ«الطاغوت» إلى أن كان يوم الواقعة حيث طعنه في بطنه متعمدًا قتله وحاول الفرار إلا أن جمعًا من المواطنين ألقوا عليه القبض ومنعوه من مغادرة مسرح الجريمة إلى حين قدوم القوات الأمنية التي اقتادته إلى السجن.
سياسيًا، وبعد جلسة عامة استثنائية طويلة جدًا ومرهقة، صادق مجلس نواب الشعب، في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الجمعة على حكومة يوسف الشاهد بحضور 194 نائبًا. وكانت نتيجة التصويت مقاربة لما هو متوقع، حيث صوّت 167 نائبًا بـ»نعم» لمنح الثقة لحكومة الشاهد، وصوّت 22 نائبًا بـ»لا» في حين احتفظ 5 نواب بأصواتهم.
وبهذا الرقم تكون حكومة يوسف الشاهد قد حطّمت الرقم القياسي الذي حققته حكومة الحبيب الصيد الثانية التي صوّت 155 نائبًا لفائدتها...بالرغم من الكم الكبير من الانتقادات التي وصلت حد التجريح في أشخاص الوزراء الجدد، حيث طغى التوتر والتراشق بالتهم بعض ردهات الجلسة الساخنة، بعد أن اتهمت المعارضة رئيس حكومة الوحدة الوطنية بالرضوخ لرغبات وضغوطات بعض الأطراف.
وكان الشاهد قد أعلن عن تشكيلة فريقه الحكومي يوم السبت الماضي 20 أغسطس الجاري ليقرّر مكتب مجلس نواب الشعب تحديد يوم الجمعة للمصادقة على هذه الحكومة. وحري بالإشارة إلى أن حكومة الشاهد تضمّ 26 وزيرًا و14 كاتب دولة من بينهم 8 نساء وجلّهم من الشباب.ومباشرة اثر انتهاء جلسة منح الثقة لحكومة يوسف الشاهد، وجه رئيس البرلمان محمد الناصر مراسلة إلى رئيس الجمهورية يعلمه فيها بصفة رسمية بنيل الحكومة ثقة المجلس ضمنها نتائج التصويت.