بفضل ومنّة من الله تعالى نجحت قبل يومين السلطات الأمنية في المملكة العربية السعودية الشقيقة في إحباط محاولة إرهابية بائسة لتفجير أحد المطاعم شرق المملكة، وهذا النجاح لم يكن الأول، بل هو واحد من سلسلة نجاحات للأجهزة الأمنية في إحباط مثل هذه المحاولات البائسة.
وذلك إنما يدل على أن رجال الأمن السعوديين يعون تماماً أن بلدهم مستهدف في أمنه واستقراره، وهذا العمل الجبان أو سابقاته ما كان يستهدف فقط الآمنين في المطعم وإنما كان يستهدف الوحدة الوطنية والاستقرار في هذا البلد الذي ينعم بوحدة مثالية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله- وحافظ عليها ونماها أبناؤه البررة من بعده.
إن رجال الأجهزة الأمنية في السعودية اكتسبوا الخبرة والتجربة التي مكنتهم من إحباط العمليات الإرهابية والتعامل معها بكثير من الذكاء والحنكة والقوة والردع، وقد شهدتُ أنا شخصياً في عديد من المناسبات تمارين وفعاليات حيّة لحالات التصدي للعمليات الإرهابية كانت نموذجاً رائعاً تدل عن قدرة وكفاءة وشجاعة وإخلاص متناه.
إن من يقوم بالتخطيط للأعمال الإرهابية هي قوى خارجية حاقدة حتى ولو كان التنفيذ بيد المضلل بهم من أبناء الوطن، فاستهداف بيوت الله ودور العبادة لا يقوم به مسلم أياً كان مذهبه أو انتماؤه وإنما يقوم ويخطط له حاقد مفرغٌ من القيم والأخلاق له أهداف سياسية عبثية لئيمة وينفذها جاهل أغر مغرّر به، وإلا بماذا يفسر أن كل من ينفذ هذه العمليات هم من المراهقين والقصّر ومحدودي التعليم والمعرفة الدينية.
من المؤكد أن هذه العملية لن تكون الأخيرة فالمؤشرات السياسية في المنطقة تدل على أن أمتنا مستهدفة في حاضر ومستقبل أبنائها وفي استقرارها وخيراتها، وإن السعودية هي رأس الأمة وهي قائدتها واستهداف الجميع يكون باستهداف الرأس.
إني على ثقة تامة من أن الشرفاء من أبناء الأمة العربية والإسلامية يعون الغرض من وراء ذلك وهو استهداف أمن المملكة وهم على خط صادق وأكيد معها، وإلا لما تم التداعي من كل حدب وصوب من البلاد الإسلامية للانضمام للاتحاد الدولي الإسلامي لمحاربة الإرهاب.
إن الإرهاب لا دين ولا وطن له وهو يستهدف الإنسانية جمعاء ويضرب العالم كله والإرهابيون موجودون في كل مكان ودول عديدة تشهد حالات إرهابية أكثر بكثير مما شهدته المملكة إلا أن الثقة هنا في الأجهزة الأمنية السعودية كبيرة ومقدرة ونحن كدبلوماسيين نشعر بحالة الأمن التي يزخر به هذا الوطن البلد المعطاء.
تحية من الأعماق إلى رجال الأمن الأبطال في الشقيقة والحبيبة المملكة العربية السعودية مهد الإسلام وقبلة المسلمين ورأس العرب، والتحية والتقدير للشرفاء من المواطنين الذين هم السند الرئيس لرجال الأمن والذين هم المستهدفون من الإرهابيين الجبناء، وتحية إلى قيادة المملكة الحكيمة التي ستنتصر بفضل اللحمة والثقة القائمة بينها وبين شعبها.
إن الأجهزة الأمنية السعودية كفاءتها لا تتمثّل في مواجهة ومكافحة العمليات الإرهابية الجبانة هذه فقط، بل تمتد أيضاً إلى قدرة فائقة في إدارة الحشود ولا يوجد أعظم ولا أضخم من إدارة وتنظيم وتفويج مناسبتي شعيرة الحج والعمرة التي يجتمع فيها ملايين المسلمين ليتنقلوا في زمن محدد في حيّز محدود وبشكل سنوي للحج ومثله للعمرة أيضاً.
ضياء الدين سعيد بامخرمة - سفير جمهورية جيبوتي وعميد السلك الدبلوماسي المعتمد لدى المملكة العربية السعودية