رواية (التوت المر) للروائي محمد العروسي المطوي صدرت عن (الدوحة) مؤخراً..
وتدور أحداث الرواية في الجنوب التونسي صنفها اتحاد الكتاب العرب ضمن أفضل 100 رواية عربية.وقد كتبها الأديب التونسي في ستينيات القرن الماضي بما يجعلها شاهدة على مرور نصف قرن من تشكيل الوعي الوطني ومقاومة الاحتلال الفرنسي.
يحكي الروائي تفاصيل الحياة وسط قرية في الجنوب التونسي..يعيش بطل الرواية بين عالمين.. الأصالة والزيف.. تنتصر الشجاعة وقوة الموقف في رواية التوت المر وتنتصر ارادة الفرد وقوة الجماعة.
مؤلف الرواية محمد العروسي المطوي ولد في مدينة المطوية في الجنوب التونسي عام 1920 درس القانون والعلوم الإسلامية، امتهن التدريس لفترة، ثم عين في السلك الدبلوماسي وأصبح سفيراً لتونس.
وفي جزء من الرواية يقول:
حملت مبروكة كأس الشاي وذهبت به إلى والدها فقد أتم الشيخ مفتاح صلاة العصر، وبقي متربعاً في مكانه، يتلو ورده المعتاد بعد كل صلاة وقبل أن تصل لمحت مبروكة أختها عائشة تدخل البستان فتنفست الصعداء وشعرت بشيء من الاطمئنان.. سوف لا يحرجها أبوها هذه المرة عندما يسألها:
- هل عادت عائشة؟
عندما أصبحت على قيد خطوتين منه، أبصرت خنصره وبنصره معقودتين فعرفت أنه لم يتمم ورده بعد، لهذا بادرت بوضع الكأس بجانب ركبته اليمنى، وانسحبت متراجعة إلى الوراء واكتفى الشيخ بالخزر إليها مستمراً في تلاوة ورده، دون أن يشير إليها بشيء.
وانطلقت مسرعة نحو الكوخ فوجدت أختها جالسة تنتظرها ضاحكة مستبشرة على عكس ما كان يبدو عليها هي من تجهم وانقباض، ودهشت عائشة عندما صاحت في وجهها:
- لماذا تأخرت؟
- ألحت علي فاطمة بالبقاء.
- إن والدك غضبان.
- وماذا صنعت؟ ليست هذه أول مرة أزور فيها فاطمة!
- لن تذهبي في المستقبل.
- هل ارتكبت ذنباً؟
- لا أدري.