جدة - صالح الخزمري:
يصور القائمون على سوق عكاظ إيجاز الكلام واختصار المقام وإبداع التعبير وقوة التأثير التي كانت تجري سابقًا في سوق عكاظ الماضي، وذلك بالفعاليات التي ينظمها السوق حاليًا بعد إحيائه. وكان حفل إعلان أسماء الفائزين بجوائز الدورة العاشرة للسوق وتكريم الجهات المشاركة قد رعاه مؤخرًا صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية للسوق، وذلك بمكتب سموه بمحافظة جدة.
واستلهم منظمو الحفل تفاصيل سوق عكاظ الماضي الذي كان يجتمع فيه العرب من مختلف الأصقاع ليتعاكظوا شعرًا وخطابة وتجارة، معتمدين في ذلك على الإبداع من خلال أشعارهم، وإيجاز الكلام مع اختصار المقام من خلال خطبهم، والتأثر من خلال ذيوع التحكيم فيما بينهم، فقد كان الحفل موجزًا مختصرًا؛ إذ افتتح مباشرة بإعلان أسماء الفائزين بالجوائز الثمانية، ثم بكلمة موجزة معبرة مؤثرة للأمير خالد الفيصل، أبدع من خلالها في ربط الماضي بالحاضر من أجل بناء المستقبل، وأكد فيها أن المواطن السعودي أضحى مشاركًا في الأحداث وصانعًا لها، وعنصرًا فاعلاً في إعمار الأرض من خلال إبداعاته وابتكاراته. وعقب الكلمة كرم سموه الجهات المشاركة في السوق، ثم اختتم بإجابة سموه الكريم عن أسئلة الصحفيين.
وأشاد مثقفون وإعلاميون بمنهج سوق عكاظ الذي أصبح يظهر علامة بارزة في كل فعالية ومحفل، سواء خلال فترة فعاليات السوق أو قبلها وبعدها، موضحين أن ذلك يعطي دلالة على أن سوق عكاظ ليس مجرد قصيدة أو محاضرة بل هو رمز فكري وثقافي وأدبي.
وقال الإعلامي والكاتب الصحفي نبيل زارع إنه حضر حفل إعلان أسماء الفائزين، ولاحظ تعمد الإيجاز والاختصار من قِبل القائمين عليه. وقد سبق ملاحظة ذلك خلال تنظيم فعاليات سوق عكاظ وورش العمل التي تعقد مع المثقفين والمهتمين بالثقافة والأدب. لافتًا إلى أن ذلك يعد تطورًا تنظيميًّا، شهده السوق منذ إحيائه قبل 10سنوات؛ إذ وُضع له منهج غير تقليدي عند تنظيم الفعاليات. مشيرًا إلى المصداقية التي تتمتع بها آليات اختيار الفائزين لجوائز سوق عكاظ، والتي لا تخضع لتدخلات خارجية كما لاحظ الجميع من خلال الأسماء الفائزة. مبينُا أن ذلك يعدُّ استلهامًا لتفاصيل سوق عكاظ في الماضي، وإعادة إحيائها من جديد في سوق عكاظ الحاضر.
وغرد عدد من الشعراء والنقاد والمهتمين عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بتغريدات عبَّرت عن استحسان الأوساط الثقافية للمستوى الذي وصلت إليه جوائز سوق عكاظ. وقال الناقد المعرف الدكتور حسين بافقيه: درس مفيد فوز الروائي موسى العلوي بجائزة سوق عكاظ، وهو أن الجائزة ذهبت لمن يستحقها، من دون ضجيج ولا شبكة علاقات عامة.
وقال الشاعر الدكتور أحمد قران في تغريدة له: قرأت قصيدة المبدع خليف غالب التي فازت بجائز عكاظ.. قصيدة مدهشة نقية، لا حشو فيها ولا مباشرة.. ألف مبروك للساحة الشعرية.
كما كتب الشاعر الدكتور ماهر الرحيلي تغريدة تعليقًا على فوز الشاعر خليف بن غالب الشمري بجائزة شاعر شباب سوق عكاظ قائلاً: الشعر الذي يستحق الاحتفاء ليس شرطًا أن يكون بعيدًا عن الناس، مغرقًا في الرمزية.. بفوز هذا الشاعر الجميل يفوز الشعر.