تمكن فريق طبي بمركز علاج السمنة في مستشفى د.سليمان الحبيب بالتخصصي، من إجراء جراحة نادرة لمريضة ثلاثينية تعاني عيب خلقي نادر بالحجاب الحاجز، وسمنة مفرطة مصحوبة بالعديد من الأمراض المزمنة الخطيرة، هذا ما ذكره الدكتور عوض القحطاني استشاري جراحات السمنة والمناظير بالمستشفى، والذي أكد أن هذه العملية تعد واحدة من أندر الجراحات عالمياً، ويتم إجراؤها فقط بالمراكز العالمية المتقدمة والمتخصصة، إذ يطلب ذلك تكوين فريق طبي متخصص لمثل هذه الحالات من استشاريي الجراحة العامة والسمنة والقلب والغدد والسكري والتخدير وأخصائي التغذية والعلاج السلوكي والطب النفسي.
وبين الدكتور القحطاني، أن المريضة راجعت المستشفى وهي تشكو من السمنة والأمراض المصاحبة لها، حيث يتجاوز وزنها 180 كليوجرام إلى جانب أنها مصابة بعيب خلقي بالحجاب الحاجز من الجهة اليمنى وداء السكري وارتفاع حمض اليورك أسد وآلام مزمنة بالصدر والمفاصل واختناقات في التنفس أثناء النوم وعدم القدرة على الحركة بشكل طبيعي. وذكر د.عوض أنه عند زيارة المريضة الأولى لمركز علاج السمنة تمت دراسة حالتها وتاريخها المرضي وتقاريرها الطبية السابقة والتي أظهرت مراجعتها للعديد من المستشفيات والمراكز الطبية واتفقوا جميعاً على خطورة إجرائها لجراحة السمنة بالمنظار، واحتمالية إصابتها بمضاعفات خطيرة جراء العملية نظراً لطبيعة حالتها الطبية. وقال الدكتور القحطاني، إنه وعلى ضوء ما أسفرت عنه الفحوصات المخبرية والأشعة المقطعية للبطن والصدر، رأى الفريق الطبي حاجة المريضة الماسة لقص المعدة بالمنظار وإصلاح الفتق في نفس الوقت، مبينا أن العملية استغرقت 90 دقيقة، وقد بدأت بوضع المنظار داخل البطن عن طريق ثقوب صغيرة والذي ساعد على اكتشاف وجود العيب الخلقي بالحجاب الحاجز مع وجود كمية كبيرة من الدهون داخل الصدر، وأيضاً وجود الأمعاء الدقيقة وجزء من الغليظة داخل الجهة اليمنى من الصدر مع تضخم شديد بالكبد.
وأشار د.القحطاني إلى أن العملية أجريت على مرحلتين شهد الجزء الأول منها إعادة الدهون والأمعاء لوضعها الطبيعي، وإصلاح الفتق عن طريق الخياطة مع وضع شبكة طبية، أما في الجزء الثاني فتم قص المعدة بنسبة 80 % لافتا إلى أن المريضة ظلت منومة بالمستشفى لمدة يومين، وأنها خرجت ولله الحمد وهي في حالة صحية ممتازة. وأوضح د. القحطاني، أنه تم وضع برنامج علاجي متكامل لمتابعة حالة المريضة وتقديم النصائح الغذائية لها وتقيم نتائج العملية أولاً بأول مع إمكانية تعديل البرنامج العلاجي إذا اقتضى الأمر ذلك، مشدداً في الوقت نفسه على أن نجاح مثل هذه النوعية من العمليات يعتمد بالدرجة الأولى على التزام المريض بالتعليمات والنظام الغذائي وتعديل سلوكه وفقاً لما هو مخطط له مستقبلاً، وقبل ذلك كله العناية الإلاهية.