فهد بن جليد
صُدم المجتمع السعودي، عقب جريمة حي الحمراء (النكراء) التي تجرد فيها شابان من كل معاني الإنسانية والبر بالوالدين التي أمرنا بها ديننا الحنيف، عندما قتلا والدتهما المُسنة، وحاولا قتل والدهما المُسن، وأخيهما الأصغر في جريمة تقشعر منها الأبدان، ثم ماذا بعد؟ ما هي الخطوة اللاحقة التي يُنتظر منا القيام بها؟!.
احتراماً لخصوصية (العائلة الكريمة) لن نخوض في التفاصيل والتأويلات، ولنكتفي بالدعوة للوالدة بالرحمة والغفران، وللمُصابين بالشفاء العاجل، ولبقية أفراد الأسرة بالصبر والسلوان، وأن يجبر الله مصابهم العظيم، الذي أصاب كل منزل في بلادنا، فالجرح عميق، والقصة مُحزنة، وما يجب علينا الآن هو التحرك السريع لمواجهة هذا الفكر (الشيطاني) الذي مسخ عقول صغار السن، وجعلهم مُغيبين عن الحقيقة، ليرتموا في أحضان الفكر الأسود، ثم يتم التغرير بهم من أجل القيام بهذه الأفعال المنافيه لديننا وقيمنا وإنسانيتنا، علينا مواجهة الأمر بشجاعة، وصبر، وحكمة، وشفافية، والأهم من ذلك هو توحيد كل الجهود التي تسعى للمُحاربة والمواجهة؟ حتى لا نفجع بجريمة جديدة قادمة - لا سمح الله -؟!.
كي نضع أيدينا على الجرح؟ بات من الواضح أنه يُشترط لذلك انسجام الدور الذي تقوم به الجهات المُختصة لمواجهة هذا الفكر، مع الرسالة الإعلامية، والمنبرية، والتعليمية، والتربوية، والأسرية؟ بعكس ما نراه اليوم من تراشق، وتبادل للتُهم، ومحاولة كل جهة تبرأت ساحتها، والعمل بمفردها، ومناقشة المسألة باجتهادات شخصية، يغيب عنها الانسجام وتبادل الأدوار التكاملية في المواجهة، فما يُقال على المنابر يُخالفه بعض ما يبث عبر وسائل الإعلام، مع عدم وجود خطة استراتيجية تلعب فيها المدرسة والأسرة والمسجد ووسائل الإعلام، وحتى المواطن العادي أدوارًا واضحة ومُحددة؟!.
برأيي أننا اليوم بحاجة (جهة عُليا) تقوم بتوزيع الأدوار, وتنسيق جهود، وطرق مواجهة الفكر الظلامي الأسود، بدلاً من تلك المحاولات المُشتتة، والمُنفردة لمناقشة ومُعالجة هذه القضايا؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي