فهد بن جليد
لم أستطع التوقف عن الضحك (اللهم إني صائم) وأنا أتابع (سيناريو) ما حدث في أحد البرامج الرمضانية اليومية التي تستضيف (طبيبا نفسيا) يقدم المشورة للمشاهدين قبل الإفطار؟!.
المُتصل حاول استعراض تجربته عندما شعر بنوبات سابقة، وقال نجحت مُنذ 8 سنوات في تجاوز بعض الصعوبات النفسية، نتيجة إصراري ودون تدخل طبي، فلم يكشف علي طبيب أصلاً، ولم يُعالجني أحد، فقد اكتشفت المرض لوحدي، وتخلصت منه بفضل الله لوحدي، وانتهت أعراضه بالاعتماد على نفسي، ودون علاج !.
يبدو أن هذا الأمر أثار الطبيب، فرد على المتصل باللهجة المحلية : (يا ابني إنت لسى بتعاني من أعراض انسحابية، أنت عندك انفصام شخصية، وبتعيش بشخصيتين مُختلفتين واحدة مُصابة والثانية تعتقد أنها تخلصت من المرض، ده واضح من نبرات صوتك)!.
فما كان من المتصل إلا أن قال: يا دكتور أنا لي 8 سنوات (مبعانيش) من أي مرض، أنا مش مريض يا دكتور، أنا بتصل عشان أعرض تجربتي حتى يستفيد منها المشاهد، أنا مش مريض ياخوانا، لا إله إلا الله.. (طوط، طوط) واضح أنه أغلق الهاتف، وسط دهشة المذيع (الغلبان) الذي وقع بين طبيب نفسي، ومريض سابق !.
الطبيب مُعقباً: واضح أن الأخ المتصل يعتقد منذ ثمانية أعوام أنه تخلص من المرض الذي أصابه، ولكن هو لا يستطيع علاج نفسه دون استشارة طبيب نفسي مُتخصص ومُتمكن، (ميه بالميه) عنده انفصام في الشخصية، وعليه مراجعة العيادة من أجل الحصول على العلاج المناسب ..إلخ !.
مُنذ ذلك الاتصال وأنا أشعر (بصداع شديد) و(دوار)، لأنني عجزت أن أفهم كيف تمكن الطبيب من معرفة أن المشاهد مازال يعاني من المرض وهو في الاستوديو؟!.
بل من يؤكد لنا أن المُشاهد كان أصلاً مريضاً (قبل 8 سنوات) وهو لم يزر طبيباً! وبالتالي كيف يتشافى وهو لم يتعالج؟!.
بصراحة (الواحد) صار خايف على نفسه من (برامج رمضان) خصوصاً وقت الإفطار ..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.