سعد الدوسري
يظن الكثيرون أن عمل الخير يجب أن يكون في الدائرة التي يعيشون فيها. ولذلك، انتشرت في بلادنا ظاهرةُ بناء أكثر من مسجد في حيٍّ واحد، يخلو من حديقة أو من مكتبة أطفال.
هناك من يفكر، خيرياً، خارج الصندوق. ويذهب إلى الأبعد، لكي يقترب إلى الله أكثر، وليضمن أن عمله يفيد أناساً، هم بأمس الحاجة إليه. وكمثال على ذلك، ارتحل الدكتور حسين قستي، إلى أقصى الدائرة القطبية، حيث متاهات الجليد والحرارة تهبط إلى 40 تحت الصفر، وقام ببناء أول مسجد في مدينة ايكالويت عاصمة ولاية «نونافوت» في كندا، والتي يبلغ سكانها 8 آلاف نسة، معظمهم من الاسكيمو الأصليين. قدرت تكاليف البناء ب 750 ألف دولار، وبلغت مساحته 343 متراً مربعاً، ليكون ثاني أبعد مسجد في شمال القارة الأميركية، في أبعد منطقة مأهولة في شمال العالم، والتي لا يوجد فيها إلا مسلم واحد.
أثناء فترة بناء المسجد، كان الدكتور حسين قستي، يقيم مع زوجته الدكتورة سوزان غزالي وابنه وابنته، في مدينة «وينيبغ» عاصمة مقاطعة «مانيتوبا» في الوسط الكندي، وكان يشرف هو وزوجته على مراحل البناء. ولأنه من مواليد مكة المكرمة، فلقد كان حلمه أن يتوجه المسلمون من أقصى بقاع الأرض، إلى المسجد الحرام.
إنها رحلة ملهمة لكل فاعلي الخير، فليس صحيحاً أن يتبع كل منهم خطى الآخر. الأفضل أن يتوجه كل منهم باتجاه، ليتحقق الخير للمساحة كلها.