سعد الدوسري
«هذا الفوز أذهلني جداً وأسعدني وحمّلني مسؤوليةً كبيرة. ردة فعل المجتمع السعودي والتبريكات لهذا الفوز، إنما هو إنجاز لكل من تهمّه السينما ويؤمن بدورها. إنَّ الفوز ليس فوزاً لي وحدي، هو فوز لنساء الوطن، وما هذا إلا بداية المسيرة».
هكذا تعبر المخرجة الشابة هند الفهاد، عن مشاعرها بعد حصول فيلمها «بسطة» على جائزة لجنة التحكيم، بمهرجان دبي السينمائي. ومثل هذه المهرجانات لا تجامل أحداً، ولا تضع اعتباراً لكون المخرج من الخليج أو من آسيا، أو لكونه رجلاً أو امرأة. المقياس الوحيد لدى لجان التحكيم هو الإبداع، فبحجمه يكون التقييم، وبتفرده يكون الفوز.
فيلم «بسطة» يتناول قصة بائعة شعبية، استطاعت بكفاحها أن تصنع أبناءً متسلحين بالعلم، لا يتوقف طموحهم عند حد. ولكي تظهر هذه القصة على شاشة السينما، كان هناك عمل دؤوب بين حائل والرياض والشارقة، ساهم فيه عشرات الشابات والشباب، المؤمنين بأن السينما هي صوتهم، وهي تعبيرهم عن همومهم وتطلعاتهم.
هند الفهاد، تنتمي لجيل لا يعترف بالحدود، ولا بالمعوقات. جيل منفتح على الآخر، يحاوره ويتأثر به ويؤثر عليه. جيل يعي أن شباب الوطن يمتلكون طاقات احترافية عالية، وأنهم سيوظفون هذه الطاقات لرفع اسم بلادهم عالياً في كل المحافل، شرط أن تقوم المؤسسات الرسمية بدورها، كما تقول هند، فالمستوى الذي وصلت له السينما السعودية يتطلب معاهد متخصصة ودور سينما تساهم في تشكيل الوعي وتوسيع دائرة الفهم لهذا الفن الجميل.