سعد الدوسري
قد تكون قصة البطل الأولمبي عبدالرحمن الحمدان، واحدة من أكثر القصص إلهاماً للأطفال وللشباب وللآباء أيضاً. فهذا الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن والده حسن الحمدان، لم يستسلم لهذا الظرف القاهر بالنسبة لكثيرين، بل اعتبره ظرفاً محفِّزاً للتحدي وللإرادة الصلبة.
عاش عبدالرحمن مع أبيه، قصة من أروع القصص، فلقد طوّر الأب موهبة ابنه في السباحة، وصار يرعى هذه الموهبة كل يوم، إلى أن حقق عبدالرحمن الفوز الدولي الأول له في الصين، ثم توالت انتصاراته، وحصده للألقاب العالمية، مثل: «قرش الصحراء»، «قاهر المياه»، «المعجزة السعودية». لكن هذا الوهج الذي حصل عليه في الخارج، لم يحصل عليه في الداخل، وهذا لم يثن أباه، بل جعله يبذل مزيداً من العمل لكي يصل إلى كل المنابر الإعلامية، وليرفع اسم ابنه عالياً. ومن هنا، اعتبرت قصة نجاح عبدالرحمن، هي قصة ملهمة للآباء الذين يظنون أن أبناءهم يجب أن ينجحوا بمجهودهم الفردي، دون مساعدة أو دعم منهم أو من غيرهم.
لقد تمنى عبدالرحمن الحمدان، في أكثر من لقاء إعلامي أن يكون مدرب سباحة في نادي الهلال، كونه يعشق هذا النادي العملاق. وعلى حد علمي، وأرجو أن أكون مخطئاً، لم تتحقق له هذه الأمنية. وفي رأيي، فإن هذا الشاب الذي لم يعد طفلاً، سيتمكن من قهر كل العقبات أمام هذه الأمنية، مثلما قهر المياه.