عروبة المنيف
صدور تقرير منظمة الأمم المتحدة المتضمن إدراج اسم التحالف العربي بقيادة السعودية على القائمة السوداء بسبب قتل الأطفال في اليمن، والذي سبقه تهديد للكونغرس الأمريكي بإدراج قانون يحق لأهالي ضحايا سبتمبر 2001 بمقاضاة السعودية، يؤكد انتشار جو من العدائية والانتقاد للمملكة في هذه المرحلة لما أظهرته في السنتين الأخيرتين من حزم وقوة وقدرة على المواجهة ولعب دور حيوي في مواجهة قوى إقليمية كإيران. ذلك الدور على الأرجح خلق حساسية مفرطة على الأخص لدى متخذ القرار الأمريكي الذي لم تنفع معه مضادات الهستامين لإيقافها أو معالجتها، فاستمر في خلق التحريضات ضد المملكة وسياساتها «فاقتحام الأصابع الأمريكية لذلك التقرير المهزلة واضحة!» على الرغم من أن عاصفة الحزم كانت بدعم أمريكي! ولكن هذه هي السياسة تجرح وتداوي!، ما يستدعي التدخل الدبلوماسي، ولعل زيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن تساهم في إعطاء جرعة قوية من المضادات الهستامينية تساهم في التقليل من الأعراض الأمريكية.
لقد هز ذلك التقرير الأممي مصداقية المنظمة ومصداقية أمينها العام بان كي مون الذي راق له أن يلعب أدواراً جديدة في نهاية ولايته بالإضافة لدوره الحيوي الذي يلعبه على الدوام وهو «الإعراب عن قلقه» تجاه أي كارثة أممية!.
لقد قرر الأمين العام للمنظمة رفع اسم التحالف بقيادة السعودية «مؤقتاً» من القائمة السوداء بحجة «حسب تصريح الأمين العام»، تعرض منظمته للتهديد من السعودية بوقف تمويل الكثير من برامج التنمية لمنظمته!، وهذا ما أنكره أيضاً مندوب المملكة في الأمم المتحدة.
إن عدم التمعن في دراسة التقارير والتحقق من دقتها، والعقلانية والحيادية في محتواها قبل نشرها ساهم في رفع نسبة الأضرار بالمنظمة بما يفوق الضرر الذي لحق بالسعودية، فاعتراف الأمين العام بتعرضه للضغوط سواء من السعودية أو من دول التحالف سيؤثر على استقلالية القرار في المنظمة وعلى صورتها في العالم، ويلصق بها تهمة «إنها تشترى بالمال» لتنتفي صفتها في الدفاع عن حقوق الإنسان بحيادية مطلقة.
إن اعتراف الأمين العام بأنه يتعرض للابتزاز فيه إدانة كبيرة له ولمنظمته «فعذره أقبح من فعله»، فلو أنه اعترف بالخطأ الوارد في التقرير كان أشرف له ألف مرة من تشويه سمعة المنظمة وفقدانها للمصداقية العالمية، لقد اعترف ضمنياً باستشراء الفساد في أروقتها، ألا يحق لنا بعد ذلك أن ندرج اسم الأمين العام بان كي مون في القائمة السوداء.