أ. د.عثمان بن صالح العامر
أسجل أولاً إعجابي الشديد بصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم على ما يقوم به من جهود متميزة وأعمال جليلة، فضلاً عمّا يتسم به من سمات وصفات وخلال شَهِد بها ويشهد عليها كل من عرفه وشرف بالجلوس إليه والتحدث معه، (التواضع ودماثة الخلق وحسن الاستماع، فضلاً عن الثراء العلمي والفطنة والذكاء شيء منها).
الأمير المثقف الشاب تحدث مساء يوم الثلاثاء الماضي حين ترؤسه الاجتماع العادي للجمعية العمومية لجمعية البر الخيرية ببريدة.. تحدث - حفظه الله ورعاه - عن أهمية البحث الجاد عن المحتاجين المتعففين والوصول إليهم، مؤكداً (... أن الوصول إلى المحتاج المتعفف ومساعدته من أولويات الدولة وواجبات الجهات الخيرية، وداعياً في ذات الوقت مسؤولي الجمعيات والمجمعات والمراكز الخيرية أن يشمروا عن سواعدهم بالبحث عن المتعففين بصدق وجدية، فهم المستحقون الحقيقيون لخدمات الجهات الخيرية، يكون ذلك بالذهاب إلى منازلهم والبحث عنهم، خصوصاً في المناطق النائية، وأن يصلوا إلى المتعفف قبل أن يصل إلينا، مؤكداً أنه «لو كل جهة خيرية قامت بدورها على الوجه الأكمل لما وجدنا محتاجين»...).
دائماً يثور هذا السؤال في خاطري، ولكن بصيغة أخرى أعم وأشمل، ترى: # لو دفع أثرياء المملكة زكاتهم كما أمر الله عز وجل.
# واستعفف غير المحتاج عن أخذها بغير وجه حق.
# وكان الشخص الوسيط الذي انبرى إيصالها للمحتاج ووثق به صاحب المال أميناً ودقيقاً وحريصًا على براءة ذمته أمام الله قبل غيره.
# ووصلت هذه الزكاة في وقتها المحدد للثمانية الذين ذكرهم الله في آية التوبة.
بعد هذا ترى: هل سيبقى محتاج في مناطق المملكة الثلاث عشرة؟
الإجابة عن هذه الأسئلة يعرفها جيداً كل من يتابع حركة المال في السوق، ويسمع ويقرأ عن حكايات أصحاب الملايين رجال المال والأعمال السعوديين داخل البلاد وخارجها. نعود لسؤال المقال.. الذي عرج عليه صاحب السمو أمير القصيم في ثنايا كلمته الرائعة، وألمح إلى الإجابة عنه صراحة في ختام حديثه الثرّ، فهو سؤال مبطن وإجابته متضمنة إياه ، ولذا يجب على مسئولي جمعيات البر أن يعيدوا ثقة المجتمع بهذه المؤسسات، خاصة الأغنياء منهم الذين يدفعون لها أموالهم لإيصالها إلى الفقراء والمساكين المحتاجين وذوي العوز المتعففين عن السؤال، الذين لا يعرفهم الناس ولا يدرون عن حجم معاناتهم التي يكابدونها ليل نهار، وهذا الطلب ليس بالأمر السهل، بل يحتاج إلى عمل إعلامي متميز، وشفافية ووضوح ومصداقية في آلية العمل، والقوائم المالية المصادق عليها في اجتماعات الجمعية العمومية الحريص أعضاؤها أهل الخير والبذل والعطاء - كما هو معروف عنهم - على ضمان التميز في أعمال الجمعية الخيرية التي ينتمون لها، والمسئولية تتعاظم وتكبر على منسوبي وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في جعل هذه الجمعيات تعمل على تحقيق رؤية المملكة 2030 في تعظيم الأثر الاجتماعي لهذه الكيانات والمؤسسات، التي يمكن اعتبارها النواة الأساس لمؤسسات القطاع غير الربحي الذي يعد الضلع الثالث للتنمية المستدامة في المجتمعات المعاصرة ، دمتم بخير، وإلى لقاء والسلام.