جاسر عبدالعزيز الجاسر
زفَّ رئيس الحكومة العراقية البشرى للعراقيين بإنجاز تحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.
هذه البشرى وأنباء تخليص مدينة الفلوجة من تسلط تنظيم إرهابي وإجرامي عانى منه أهالي الفلوجة لم تفرح جميع العراقيين، إذ يعرف الجميع أن أهالي الفلوجة الذين جرى تخليصهم من (سندان داعش) وقعوا تحت (مطرقة الحشد الشيعي)، فمنذ بدء عمليات تخليص مدينة الفلوجة من سيطرة التنظيم الإرهابي والأنباء تتواتر عن عمليات انتقام تتم بوتيرة عالية في أهالي الفلوجة الذين استطاعوا الفرار من المدينة قبل دخول القوات الحكومية لها.
أهالي الفلوجة الذين نجحوا بالفرار من المدينة بجهودهم الذاتية استقبلهم الحشد الشيعي، وبدلاً من أن يضمد جراحهم ويؤويهم ويقدم لهم المساعدات أخضعهم للتحقيق، وبعضهم تعرض للتعذيب حتى فارق الحياة.
عناصر الحشد الشيعي الذين يقودهم كبير الإرهابيين الصفوي قاسم سليماني احتجز ألف مواطن من أهالي الفلوجة كدفعة أولى، ثم أخذت الأعداد تتزايد، ويتم احتجاز الفارين من الفولجة من قبل عناصر الحشد الشيعي الذي يقوده ضباط من الحرس الثوري الإيراني، وتتم عمليات الاحتجاز تحت مرأى وعلم القوات العسكرية العراقية والشرطة الاتحادية دون أن يتحرك أحد من ضباطها إنقاذ هؤلاء، بل يتم التحقيق مع الأهالي الفارين متهمينهم بالتعاون مع تنظيم داعش وهم الفارين من جحيمه، وقد أدت عمليات التعذيب القاسي والممنهج إلى وفاة العديد منهم، وهو ما أكده شيوخ ووجهاء العشائر العربية المحيطة بالفلوجة، ورغم تدخل مجلس محافظة الأنبار وقائم مقام مدينة الفلوجة فلم يتم إطلاق سراح أحد من الذين احتجزتهم عناصر الحشد الشيعي، أما باقي الأهالي الذين خرجوا فارين من مدينة الفلوجة فلم تقدم لهم أي مساعدة بحجة أن الحكومة العراقية ليس لها القدرة على تقديم المساعدة لهؤلاء النازحين، ومع أن الدول العربية المجاورة ترغب في تقديم المساعدات الإنسانية لهؤلاء المساكين إلا أن الحكومة العراقية لم تبد أي استعداد للتعاون، وتترك تلك المساعدات حتى تتعرض للتلف.
تعذيب وإبادة أهل الفلوجة وعدم تقديم المساعدات الواجبة لهم من قبل الحكومة العراقية يتطلب أن تقوم جامعة الدول العربية والحكومات العربية بحملة دولية لإجبار الحكومة العراقية على قبول مساعدات الدول القادرة على مساعدة المنكوبين من أهل الفلوجة، وترك الدول التي ترغب في المساعدة القيام بنقل وتوزيع مساعداتها الإنسانية بمعرفتها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أهل الفلوجة الذين يتعرضون للتعذيب والقتل وتركهم يموتون جوعاً، دون أن يتدخل أحد سوى بالقتل والإبادة لأهلها مثلما فعلوا في المدن العربية السنيّة الأخرى.