جاسر عبدالعزيز الجاسر
نعم ليس فقط تم الغض عن إرهاب المكون الآخر وحصر الإرهاب في أتباع أهل السنة، ولأنهم الأغلبية فقد وصم المسلمون بالإرهابيين، أما من يمارسون الإرهاب الإجرامي والذي يصل إلى حد الإبادة كما نراه في سوريا والعراق، فإنه إرهاب مسكوت عنه، بل وتقدم له المساعدات والدعم.
لنتكئ على التاريخ ونستذكر أول الأعمال الإرهابية التي استهدفت المسلمين والتي اقحمت على ثقافتهم من أول عملية اغتيال سياسي ذهب ضحيته خليفة المسلمين العادل عمر بن الخطاب، ولا من دبر وفتح أبواب الفتنة بعد قتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان، ليتبع ذلك سلسلة من الحروب الإرهابية وظهور الجماعات الإرهابية وأفكار بعيدة عن الإسلام، أدخلها من ظنوا أن الفتوحات الإسلامية همشت حضارتهم وقضت على نفوذهم العرقي، ومثلما استهدف ثلاثة من خلفاء المسلمين الراشدين بالقتل استهدفت الدول الإسلامية من الدولة الأموية مروراً بالعباسية، فالدول الأخرى وصولاً إلى الدولة العثمانية؛ فظهر كثير من العصابات والجماعات الإرهابية.. والملفت أن معظم تلك التنظيمات أنشأها وأقامها من أجبروا على اعتناق الإسلام وظل المرض يعشعش في قلوبهم؛ فظهرت فرق القرامطة والحشاشين وغيرهم من الإرهابيين.
إذن الإرهاب ليس فعلاً طارئاً على الأمم والأديان ومثلما ابتلي المسلمون بجماعات إرهابية وظهور فرق وملل متناحرة كل منها يدعي نقاءه الديني ابتليت أمم وأديان اخرى.. وإذ نعاني نحن المسلمين الآن من تفشي الإرهاب، واستهدافنا من داخلنا.. فقبلنا تعرض المسيحيون إلى حروب واحتراب داخلي استمر قروناً وأسقط ملايين الضحايا، إلا أنهم عرفوا بعد ذلك الطريق الذي أوقف حمامات الدم.. ومآلنا أن نصل إلى ذلك، ولكن متى..؟.. ذلك يعود إلى مدى وعينا وفهمنا لما يحاك لنا، وما يصنع من مؤامرات ضدنا وضد ديننا الإسلامي.
نعم انتشرت الجماعات الإرهابية وولدت جماعات الإسلام السياسي فرق إجرامية، ولكن ذلك لم يقتصر على أتباع مذهب دون آخر، ومثلما أجرمت وأطلقت القاعدة وداعش والمليشيات الإرهابية الأخرى، أنشأت وأطلقت الجماعات والمنظمات والمليشيات الإرهابية وأنشأت الأحزاب الطائفية لواجهة وعنوان طائفي لتلك الجماعات الإرهابية فأتى حزب الشيطان الذي اسموه بهتاناً «حزب الله» وما هم إلا أعداء الله، ونشروا فرقاً وجماعات إرهابية في العراق وسوريا واليمن والبحرين ودول الخليج وأفغانستان، وكل هذه الجماعات والفرق تخصصت في مطاردة وقتل وإرهاب المسلمين في المكون الآخر، وأصبحت مهمة هذه الجماعات الإرهابية إبادة المسلمين مثلما يفعل الحشد الشيعي في العراق الآن الذي يواصل قتل المسلمين من العرب السنة في المحافظات والمدن العربية السنية بعد أن يخصلها من تنظيم داعش.
إرهابيو الحشد الشيعي يقتلون المسلمين في الفلوجة وقبل ذلك في تكريت والدور والكرامة وديالى.. وإرهابيو حزب الشيطان اللبناني يقتل المسلمين في سوريا، وإرهابيو الحوثيين يقتلون المسلمين في اليمن، ومع هذا لا أحد يتحدث عن هذا الإرهاب سوى المتعاطفين مع الضحايا وهم لا يفعلون شيئاً سوى الكلام.
إرهاب يمارس علناً وقتل إجرامي بحق المسلمين والأبرياء يحظى بالتأييد والمساندة لأن الهدف هو إبادة المسلمين الحقيقيين وجعل حلفائهم الذين تحالفوا معهم في العراق وأفغانستان يسيدون.