فهد بن جليد
سألت بعض الزملاء الإعلاميين والفنانين الخليجيين في أمسية رمضانية ماتعة عن فوائد رمضان؟ وانعكاسه ومُشاهداته التي رأوها على (مُجتمعاتنا) حتى الآن؟!.
الإجابات كانت متباينة ومتنوعة، البعض قرأ الموضوع من ناحية تأثيره على فلسفة (الطبخ والنفخ)، آخرون تحدثوا عن الأثر السلبي الذي تتركه (مسلسلاتنا الخليجية) الرمضانية، التي لا تعكس في الغالب واقعنا الخليجي، بل تصورنا كمجتمعات فاسدة، فكل بيت توجد داخله (علاقات مشبوهة) وتفكك أسري.. إلخ، وهناك من تحدث عن السهر، وزحمة السير، وغلاء الأسعار مع التبذير، وحرارة ورطوبة الجو.. إلخ!.
احتدم النقاش بين مؤيد ومعارض للدوامات، ومدارس رمضان في بعض الدول، اشتعل الفتيل - بحمد الله - وكعادتي في (كل ليلة) غالباً ما أكون (محضر خير)، لذا تناولت (مطبخية تطلي) صغيرة - بحكم أنني عزوبي مُغترب - وبدأت أهز رأسي وأقول وسط الصراخ (نعم، مممم، صحيح) تعقيباً على الحديث..!.
هل لاحظتم أن الحديث كله كان مُنصباً عن (مظاهر رمضان) وليس عن (جوهره)؟!.
لم يتحدث أحد عن انعكاسه في فعل الخير، تهذيب النفس، الصبر، تذكر المحتاجين، وضرورة استغلال روحانية الشهر لتعهد تربية الأبناء؟ خصوصاً في جانب المحافظة على الصلاة وسؤالهم عنها؟ - أرجو أنني لا أمارس دور الواعظ عليكم - ولكنها حقيقة مؤلمة أن السواد الأعظم أشغلتهم الدنيا عن هذه المهمة في الأيام العادية، فماذا يمكن أن نفعل في شهر رمضان؟!.
على (الأب والأم) واجب التربية الصحيحة، وهذه أمانة يجب استشعارها، تمضي السنون، وهناك من يشاهد وقت الصلاة يدخل ويخرج دون أن يأمر (ولده) بأدائها باعتبار ذلك من (الحرية الشخصية) أو حتى لا يتعقد الولد، وينحرف! فسيكبر ويتعلم.. إلخ، المصيبة أن يكون الخجل هو السبب بحجة أن الوالد (لا يُحافظ عليها أصلاً)!.
من فوائد رمضان أنه مدرسة لجعل من تحب (أفضل منك)، وهو مالا يمكن أن نجده عند مسلسلات (منو يايانا هالحزه)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.