فهد بن جليد
كنت أعترض سابقاً على تخصيص بعض الفضائيات لأرقام SMS لبرامج (الإفتاء) خوفاً من الاستغلال، ولكن بعد أن دخلت استوديوهات أحد البرامج مؤخراً تغيَّرت وجهة نظري، وبدأت الاقتناع بوجوب (فرض رسوم) على الاتصال، شريطة أن يذهب ريعها لأعمال خيرية، تساهم في تبصير الناس بأمور دينهم؟!
بعض المتصلات ببرامج الإفتاء - هداهنّ الله- لا يفرقن بين برنامج (ما يطلبه المستمعون) وبين برنامج خُصص لسؤال (أهل الذكر) لتوضيح ما أشكل على الناس في نهار صومهم، وهو ما أخرج لنا (المُستفتية) على طريقة (المتسوِّقة) في محل (أبو ريالين)؟ فهي لا تعرف ما تريد؟ ولا تريد أن تفوتها (الفرصة المجانية) دون أن تأخذ معها أكبر كمية من الأجوبة (لحاجة، ودون حاجة)؟!
وش رأيك في هذا يا شيخ؟ طيب أصبر يا شيخ (بنت عمة جيرانا) يا شيخ... إلخ؟ فرض الرسوم سيجعل من يبحث عن الفتوى الحقيقية والماسة هو من يتصل، أما (المتسوّقون والمتبضّعون) في برامج الإفتاء، فيمكنهم السؤال بطرق أخرى مباشرة، دون دفع ريال واحد، وعدم إشغال المُشاهدين الصائمين بأسئلة (غير مفيدة)، ومكررة تشوّش على الناس، وبعضها صعب الحدوث، أو خيالي فقط لمعرفة الحكم فيما (لا يمكن أن يكون لو كان)؟!
في الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال (دعوني ما تركتكم), مُحذِّراً من (كثرة السؤال) الذي أهلك من كان قبلنا من الأمم، الخوف أننا نعيش هذه الأيام فتنة كثرة الأسئلة (العشوائية) التي ترد لبرامج الإفتاء (دون حاجة)؟ والتي يُشك (والعلم عند الله) أنها ليست كُلها من باب الحرص على العبادات؟!
نحن لا نعترض على الاستنارة برأي (المشايخ) أثابهم الله، ومعرفة الحكم الشرعي في المسائل التي تُشكل على المسلمين باختلاف ظروفهم، وفهمهم، فهذا ما أمرنا به، ولا ندعو للتحجير على أحد - لا سمح الله - ولكن ما يحدث في برامج الإفتاء (شيء مُختلف) تماماً؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.