د.عبدالله الغذامي
في 25 سبتمبر 2015 نشرت مجلة الفورين بوليسي الأمريكية دراسة ضافية حول النقص الملحوظ لوجود النساء في مراكز صناعة السياسة الخارجية في العالم وكذلك نقص مماثل للنساء في المراكز القيادية في وسائل الإعلام الكبرى، من جرائد وفضائيات ووكالات أنباء، وكذا في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا لا يخص حالة الغياب أو النقص من القيادة ولكنه أيضا يشمل غياب التأثير في صناعة النهج السياسي أو سياسة الإعلام والاتصال، وينتج عن هذا أن ذكورية العمل السياسي في العلاقات المتبادلة بين الأمم تظل تحت المعاني الفحولية، وكذا تظل السياسات الإعلامية والتواصلية تحت نسقية التصور الذكوري للثقافة ولن يطرأ عليه تغيرات جذرية في طريقة النظر للمرأة كجنس وكثقافة وبوصفها كائنا طبيعيا لها دور في إنتاج مفاهيم الثقافة والعمل والعلاقات البشرية ،وهذا يفسر أسباب استمرار الأنساق الثقافية التقليدية التي تجعل المرأة أقل من الرجل ـ حسب الدعوى التصنيفية ـ وأول ضحايا هذا التصور هو في الحرص على عدم تسليم المرأة لإدارة مراكز صناعة القرار السياسي والإعلامي التواصلي، والضحية التالية هي الثقافة نفسها حيث تعجز عن التحرر من عقدها النسقية. ولن تخرج الثقافة البشرية من إعاقاتها الذهنية إلا بجهد خاص من المرأة نفسها لكي تحقق لنفسها ولبنات جنسها مواقع تستطيع فيها تعديل مسار التصورات وكسر النسقية.