د.عبدالله الغذامي
(نَشهد تَحول وسائل التواصل الاجتماعي من أداة ضدنا، إلى سلاح بيدنا. نُضج الشباب ألّف جيشا يذود عن حياض الوطن، فكرة ومجتمعا ودولة). جاءتني هذه التغريدة من المغرد(waleedtweet) عقب مناقشة دارت في حسابي حول دور تويتر مع الأحداث الوطنية الكبرى والمصيرية حيث تظهر فيها حسابات (وهمية) تحاول التصيد وبث الفتنة والفرقة، وتتحين أي حادثة تقع لكي تنشر شكوكها وتشكيكها بكل ما هو وطني ومصيري، وهذا أدى ببعض أصحاب القلوب النبيلة من أبناء الوطن أن يتساءلوا حول فكرة أن تويتر باب شر، وإن كانت كذلك فهل يحسن بنا غلق باب الشر من أجل قتل الفتنة، وهذا منطق ينطلق من الحرص على أمر الوطن ولكنه يغفل عن أن انكشاف النوايا المبيتة ضد وطننا هو أفضل وسيلة لمواجهة المخاطر، وما دامت المخاطر في تخطيط بعض القوى الصغيرة أو الكبيرة فإن التعرف عليها وعلى مصادرها وعلى طرقها في نشر الخطط الكيدية هو أول خطوط كسر تربصاتهم، وفي المقابل فإن كتم الصوت المعادي بحجبه أو منعه ما هو إلا تقوية له لكي يعمل في الظلام وينفث شره ويغرسه بعيدا عن الأنظار، وسيتسنى له العمل غير مراقب ولا مرصود، ثم إن تويتر لا تصنع هذه الشرور ولكنها تكشفها فحسب، وبما إن الشرور موجودة أصلا فإن حجب سبل كشفها هو خدمة لها وليس قطعا لدابرها، وقد كانت كل الشرور المفترضة موجودة قبل زمن تويتر ومن خارج تويتر وستظل قائمة بتويتر أو بدونها، وكل ما تفعله تويتر هو الكشف عنها وجعلها تحت البصيرة للتصدي لها، ومنطق التغريدة المقتبسة هنا يشير إلى حقيقة عملية بما أن في تويتر جيش وطني من شباب وشابات الوطن يتصدون لحق وطنهم عليهم، وبالتالي فإن حرية التعبير تعطي خصمك مجالا لأن يكشف ما عنده، والكاسب أنت في النهاية بما إنك ستعرف مضمرات خصمك ونواياه التي ستظل محجوبة عنك وتحت حماية الظلام، وتظل أنت في عمى عن أي خطر يحاك لك، في حين أن حجبك لغيرك أو لأي وسيلة نشر فهو حجب لعينك عن الرؤية وليس حجبا لمخططات خصمك، وستظل تويتر مضمارا لحرية العمل والتطوعي منه خاصة، وشباب الوطن وشاباته هم جيشه المعنوي وسلاحهم ضغط زر في تويتر تحمي ضمير وطنهم ومقامه.