فهد بن جليد
لا أعرف من أول من ابتدع (القهقهة) في مغرب شهر رمضان؟ وكأن الناس المُتجهمين طوال النهار إمّا بسبب الجوع والعطش والحر وزحمة السير، وأشياء أخرى (نكدية) قد يواجهها الصائم في يومه، يلزمهم الالتفاف حول (الفضائيات) بعد المغرب للبحث عن أكثر البرامج المُضحكة ؟!.
لستُ مُعترضاً على (الضحك والقهقهة) كشعور إنساني طبيعي، بل إن العلماء يتحدثون عن فوائده في إحراق (1.3 سعراً حرارياً) في الدقيقة الواحدة بعد (وجباتنا الدسمة)، ولكن القضية هي تعودنا مُنذ سنوات على الجلوس (للقهقهة) في هذا التوقيت تحديداً، لتتحول هذه الظاهرة إلى ما يُشبه الواجب في اليوم الرمضاني، وكأن رمضاننا ناقص (دون) هذه البرامج والمسلسلات، حتى أننا سمعنا من يعتذر عن مناسبات الإفطار الاجتماعية والعائلية، بحجة متابعته برنامجه أو مسلسلة الفكاهي المفضل، ولن استغرب لو فهم أحد المسلمين الجُدد أن من آداب رمضان بعد الإفطار، التحوّلق حول (الشاشة) على برنامج رمضاني مُضحك، نتيجة ما نعيشه في بلداننا العربية!.
نسبة المشاهدات تتفاوت من مكان إلى آخر.. ما يُضحك أهل الخليج ليس بالضرورة أن يعني المصريين في شيء, الذين يختلف عنهم أهل المغرب العربي في اهتماماتهم، وهكذا (دواليك) في رقاع العالم العربي والإسلامي كل له منبره بعد الإفطار، وإن اتفق الجميع على أن شبكات ووسائط التواصل الاجتماعي ربما تلعب دوراً حاسماً في المستقبل القريب لتغيير اتجاه (البوصلة) وتحريكها، على الطريقة التي فقدت بها (فوازير رمضان) و(المسلسلات التاريخية) تسيّدها وبريقها عند (الصائمين القدامى)، ليحل محلاها (التهريج) الذي يمارسه (الباهتون الجُدد) كل ليلة في رمضان؟!.
كما أشدنا بالفنانة الكويتية (حياة الفهد) في مقال سابق، يستحق الفنان المصري الشاب (يوسف الشريف) التقدير لدعوته جماهيره ومتابعيه هذا الأسبوع إلى عدم الانشغال بمتابعتة مُسلسله (القيصر) أو أي عمل آخر، عن أداء الصلاة، واستغلال شهر رمضان بالعبادة، فعلاً الفن ليس كله (ضحك)! غفر الله لنا جميعاً.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،