فهد بن جليد
كل العقلاء والُمنصفين في العالم استغربوا الخلط الواضح والخطأ المُتعمد في تقرير الأمم المتحدة الأخير، الذي يُساوي بين من يعتدي على الشرعية الدولية في اليمن، ويزُّج بالأطفال في الحرب، وبين من يعمل وفق قرارات الأمم المتحدة نفسها، ويسعى لإعادة الشرعية بطلب من القيادة اليمينة، وهو الدور الذي عجزت عن القيام به المنظمة الدولية، وتصدَّ له التحالف العربي بكل اقتدار وشهامة وإنسانية.
يتضح من مجمل التعليقات العربية والأجنبية على تقرير (بان كي مون) المنحاز وغير المُنصف، أنه لم يخضع للمعايير المُتبعة أو ما يسمى (بالبريسيجر) للمنظمة الدولية، بل أضيف للتقرير في لحظة ما (رأي شخصي) لوجهة نظر الأمين العام (السلبية)، بحيث لا يعكس التقرير وجهة نظر منظمة الأمم المتحدة التي تعلم جيداً منهم أعضاء التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن؟ وتعلم حجم الدعم والمساندة الإنساني الذي تقوم به دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية؟ والتبرعات والمساعادت السخية التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للشعب اليمني الشقيق؟, بل إن الأولى بالمنظمة الدولية التأكيد مرة أخرى على تورط الحوثيين في تجنيد الأطفال في الحرب، والتغرير بهم خصوصاً مع إعلان قوات التحالف القبض على العشرات من الأطفال الذين زج بهم الحوثي في حربه الخاسره؟!.
كان ينتظر من بان كي مون وفريقه النظر بعين إنسانية لما يحدث في سوريا والعراق وما يتعرض له الأطفال هناك من جراء القصف السوري والعراقي والروسي؟ وما تقوم به المليشيات الإيرانية الطائفية من جرائم ضد الإنسانية؟ كما أن بان كي مون كان عاجزاً عن إدراج أي قوة غربية في هذا القائمة، رغم قصف المستشفيات والمدارس وقتل الأطفال في أفغانستان وغيرها؟ فما هو السر خلف المعايير المزدوجة لمواجهة التحالف العربي الذي يعمل وفق الشرعية الدولية؟!.
نهاية العام سيغادر بان كي مون - غير مأسوف عليه - وسيذكر العالم مواقفه المتقلبه، وخلطه بين رأيه الشخصي ومواقف المنظمة الدولية في - أكثر من قضية - مما أضعفها وأبعدها عن حياديتها، وجعلها مُنحازة لأسباب غير معروفة؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.