د. عبدالواحد الحميد
على أحر من الجمر ينتظر سكان مدينة الرياض انتهاء تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض، وهو مشروع النقل بالقطار والحافلات في هذه المدينة التي أصبحت بحجم دولة من حيث الامتداد الجغرافي والتعداد السكاني.
فمدينة الرياض تتمدد بشكل سريع جداً لدرجة أن المرء يُفاجأ بقيام أحياء جديدة كاملة كلما قام بجولة في أرجائها! وهذه المدينة الهائلة هي من أقل المدن الكبرى بالعالم نصيباً في خدمات النقل العام الرئيسية المتمثلة في الحافلات والقطارات. فالحافلات التي تقدم خدمة النقل العام في الوقت الحاضر بمدينة الرياض قديمة ولا تليق بعاصمة كبرى كالرياض، أما القطارات فهي لا تقوم بأي دور في النقل العام داخل المدينة.
لهذه الأسباب انتعشت خدمات سيارات الأجرة «الليموزين» في المدينة، بكل ما تحمله من سلبيات لا حدود لها وذلك لاعتمادها على عمالة وافدة بسيطة وانتشار ممارسات التستر وما يتبع ذلك من مشكلات اجتماعية واختناقات مرورية وفوضى عارمة في ممارسة هذا النشاط، وهي مشكلات يعرفها ويعاني منها الجميع.
ولعل المرأة هي الضحية الرئيسية في تردي خدمات النقل العام، فهي ما زالت ممنوعة من قيادة السيارة، ولا تتحكم بظروف أبنائها أو الذكور من أفراد أسرتها ممن يسمح لهم النظام بقيادة السيارة، وحتى أولئك اللاتي يملكن القدرة المالية لاستقدام سائق خاص يواجهن مثل غيرهن الشح الشديد في عرض السائقين وارتفاع أجورهم.
وقد تم الإعلان يوم الأربعاء الماضي عن اكتمال حفر نفق الخط الأخضر بمشروع قطار الرياض، وهو الخط الممتد عبر محور طريق الملك عبدالعزيز بدءاً من تقاطعه بالخط الأحمر (محور طريق الملك عبدالله) بجوار مقر وزارة التعليم مروراً بالمحطة المجاورة لدوار قاعدة الملك سلمان الجوية وانتهاءً بمحطة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي.
ويحمل اكتمال حفر نفق الخط الأخضر بشارة كبيرة لسكان الرياض حيث إنه تم إنجازه في الوقت المحدد، مما يشكل دلالة رمزية سارة في وقتٍ تراكمت فيه المشاريع المتعثرة. والمأمول أن كل الأعمال المرتبطة بتنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام في مدينة الرياض تنتهي في الوقت المحدد لإكمالها، ليس فقط بسبب الحاجة الماسة جداً لخدمات النقل العام في الرياض وإنما أيضاً لفك اختناق الشوارع الذي يعاني منه السكان بسبب أعمال تنفيذ المشروع.
بقي أمام سكان الرياض أن ينتظروا عامين وبضعة أشهر كي تكتمل أعمال مشروع قطار الرياض، فقد تم إنجاز 36 بالمائة من المشروع وفق الجدول المحدد، وستكون هناك الكثير من المعاناة لكن «الجائزة» كبيرة وتستحق التضحية.