د. محمد عبدالله العوين
يفصلنا عن الحد الزمني لرؤية المملكة 2030م ما يقرب من أربعة عشر عاماً، وقد بذل مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة سمو ولي ولي العهد مجهوداً متفوقاً مع فرق اللجان وفرق العمل؛ لتحقق الرؤية أهدافها المرجوة على المستويات الثلاثة التي رمت إليها: الاقتصادي والاجتماعي والحكومي؛ تحقيقاً لطموحات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - للانتقال ببلادنا من زمن الاعتماد على النفط إلى التنوع في مصادر الاقتصاد الوطني.
وقبل أن أدخل إلى أبرز وأهم الأدوات الضرورية للوصول إلى أهداف الرؤية أجد أن قدراً كبيراً من الغبطة والرضا والأمل المورق بالنماء والخير والبناء والإنجاز والانتقال إلى مرحلة متقدمة في مسيرتنا الوطنية المظفرة يغمرني ويغمر أبناء هذا الوطن العزيز بما نحلم أن نصل إليه مما بشرتنا به رؤية المملكة 2030 وبما يجب أن تصل إليه بلادنا من نهضة وتحول وإعادة بناء.
إن نحن تفاءلنا وأكدنا تفاؤلنا بعزيمة صادقة على العمل والمتابعة والقياس والمحاسبة وإحسان اختيار الكفاءات القادرة على النهوض بطموحات الرؤية الكبيرة والعظيمة لوطن عظيم؛ فإننا سنصل بإذن الله كما وصلت بلدان أخرى قبلنا وضعت خططها الإستراتيجية في حقب وأزمنة مختلفة ما بين عشرين إلى ثلاثين عاماً ونجحت إما بنسب كاملة أو بما يقرب منها؛ كالصين واليابان وماليزيا وكوريا، ومن الخير أن نفيد من تجارب تلك الدول؛ لا في رسم الخطط ووضع الأهداف فحسب؛ بل في أدوات التنفيذ والمتابعة والمحاسبة.
طموح كبير جداً كما صورته الرؤية؛ ففي الجانب الاقتصادي تطمح الرؤية إلى رفع الصادرات السعودية غير النفطية من 16 % إلى 50 % ولن نستطيع ذلك إلا بتحولنا من مجتمع استهلاكي إلى مجتمع صناعي منتج، وسنعالج بالتحول الصناعي (السيارات، الإلكترونيات، الطائرات، الصناعات الحربية وغيرها) مشكلات كثيرة؛ لعل أبرزها البطالة، ثم توفير رأس المال الوطني والوصول إلى الاكتفاء الذاتي وربما الفائض من سلع عديدة.
ولو تأملنا في السوق المحلي لوجدناه مليئاً بآلاف السلع المتنوعة التي يستطيع أبناؤنا وبناتنا بتدريبهم وتعليمهم تصنيع مئات منها، حتى ولو لم تكن خامات بعضها موجودة لدينا؛ فسويسرا - مثلاً - تصنع أفخر أنواع الشوكلاتة على الرغم من أنها لا تنتج الكاكاو بل تستورده من دول أفريقية.
يتبع