رمضان جريدي العنزي
بين فينة وأخرى يخرج الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» متحاملاً على هذه الأمة، يمنح للجمعية حق التلاعب بها، وحق استفزازها، وحق مشاغبتها، لقد اتضحت نوايا الأمم المتحدة لوأدنا كعرب ودفننا ونحن أحياء، لقد جاهر الأمين العام ومجلسه وشركاؤه ودافعوه باستفزازنا وفق قرارات جائرة ليس لها من الحقيقة أصل ولا منشأ.
«بان كي مون» يزعم بأنّ التحالف العربي يقتل الأطفال، متناسياً بأنّ الديكتاتور بشار وحليفة حزب الله وإيران وروسيا والحشود التترية الأخرى الذين جاؤوا من كل فج عميق، قتلوا الآلاف من الناس، وهدموا الآلاف من البيوت، وشرّدوا الملايين منهم، وأحرقوا الزرع، وجففوا الضرع، وفق عملية قتل وهدم وحرق وإبادة لم يشهد التاريخ البشري وكوكب الأرض مثلها مطلقاً، ومع ذلك لم ينبس ببنت شفة إلا على استحياء مقنّن، والأنكى من ذلك كله أنه ظن أنّ التحالف العربي سيرضخ لقرار جائر، بينما لم تنجح الأمم المتحدة في حل أي إشكالية أو قضية أو جزء من حالة مستعصية أو طارئة، بل نجحت في ممارسة المزيد من الفشل، وتعقيد الحلول. لقد أصبحت الأمم المتحدة ماهرة في التناقضات، ومتميزة في صنع الأزمات الخانقة لا حلها، ولم تعد هذه المنظومة الأممية منظومة سلام واستقرار، بل أصبحت منظمة أممية غارقة في وحل الفوضى الخلاّقة، فقد أساءت هذه المنظمة الأممية لقضايانا العربية العادلة، وتعاملت معنا بتعالٍ بائن وكبير، وجعلت من همومنا وقضايانا مجرد صور لاستعراضات خارجية ليس إلاّ، لقد خذلتنا هذه المنظمة، وتحاول أن تبيعنا للشيطان، وأعلنت الخضوع والخنوع لأعداء الحق، وتنكّرت لكل القيم والأعراف والمواثيق الدولية، وزمرت للباطل ومنطقه العوج، لقد تشدّقت بالخطب الرنانة، وتحذلقت بالمثالية، وتلوّنت بالاستعراضات الباهتة، دون نتيجة، سوى التنافر في القول والفعل، لم تحسن التعاون والتحاور مع الأمم، لكنها تجيد التمثيل، والأدوار المزدوجة والتناقضات، ولها عور واضح وصريح، لقد رقصت هذه المنظمة على الحبال كلها في آن واحد، حتى تشابكت مع بعضها البعض، فلم تدرك أين هو الطريق الصحيح إلى اليوم وإلى الغد فقالت ما قالت عن المملكة ودول التحالف بما ليس صحيحاً!!