رقية سليمان الهويريني
بدعوة كريمة من الأستاذ إدريس الدريس ممثلاً عن هيئة الغذاء والدواء التقيت والزميلات الإعلاميات بفريق عمل متكامل يقوده الحماس والانطلاق في العطاء يرأسه الدكتور محمد المشعل الذي يتميّز بدماثة الخلق والتواضع والأدب الجم الذي يندر أن يحمله ممن يتسنمون مناصب مشابهة!
ولقد بهرتنا المعلومات المفصّلة التي استمعنا لها خلال جولتنا داخل أقسام الهيئة والقاعات الرقابية العاملة على مدار الساعة، فضلاً عن الخطة الإستراتيجية ونظام التحكم الرقابي التقني والمبادرات التطويرية ورصد مؤشرات الأداء. ولمن يجهل اختصاصات ومسؤوليات هيئة الغذاء والدواء فإنها لا تقف عند حدود الأغذية والمشروبات والأدوية؛ بل تمتد للأمصال والصيدلانيات، وتشمل مستلزمات الجراحة والتعقيم والأجهزة الطبية، عدا عن اهتمامها بالأغذية الحيوانية والأعلاف ومبيدات الآفات الزراعية والمنزلية!
وكانت معظم الأسئلة التي وجهت للرئيس تدور حول موقف الهيئة من الخلطات الشعبية القاتلة الممزوجة بالخرافة والسموم، بينما كان سؤالي يدور حول سبب خفوت صوت هيئة الغذاء والدواء اجتماعياً مقابل ضجيج صوت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر برغم أهمية دور هيئة الغذاء بالحفاظ على نوعية الأكل والشرب، وفاعلية الدواء، ومدى كفاءة الأجهزة الطبية؟! وبدا الرئيس مستعداً للإجابة، فشرح في رده أن الهيئة لا تعمل منفردة وحدها، ومهامها تتشابك وتتقاطع مع قطاعات متعددة كالجمارك ووزارات أخرى مثل (الداخلية والتجارة والشؤون البلدية والقروية) وقد تشرع الهيئة في الكشف والعمل بينما يصدر التقرير باسم جهة أخرى للمساس المباشر بمهامها.
ومن يعرف أن الهيئة قطاع حكومي، ويرى المبنى البسيط، لا يتوقّع ما بداخله من خلية عمل دؤوب! حيث لا تحكمه البيروقراطية البطيئة، بعدما تم إحلال الفكر الإداري الحديث والسريع، فالموظفون المختصون على اتصال مباشر ومستمر مع المنافذ البرية والبحرية والجوية الداخلية، من خلال القنوات المرئية والمسموعة، لذا تصدر القرارات عن أي بضاعة بسرعة وفاعلية. والمسؤولون لديهم فرط إحساس بالمسؤولية وشعور بالأمانة المتمثّلة بضمان سلامة الغذاء والدواء، وجودة الأجهزة الطبية.
ولمن لا يعلم عن فاعلية الهيئة وأثرها؛ فإنها تشكِّل رعباً وذعراً عند شركات تصنيع وإنتاج الأغذية لأنها تفرض مواصفاتها بقوة وبلا هوادة لصالح المستهلك وسلامته ولا تسمح بالتغرير به، فلا تفسح المنتج حين يحمل عبارات الادعاءات التغذوية أو ينطوي على الزيف أو الخداع أو التضليل بهدف ترويج السلعة مثل «يمنح ذهناً صافياً أو يقوّي القلب» وغيرها، ولهذا يدعونها موظفو الشركات بـ(العمة)!
ولذلك أدعو لها بالسداد، وأن يكلِّل جهود القائمين عليها بالتوفيق، وساهموا بإنجاحها بالتبليغ عن أي مخالفة، وكونوا متطوعين معها لنقود جميعاً بلادنا نحو التوجه العالمي الحضاري في الصحة وسلامة الغذاء والدواء.