علي الصحن
لم يكن تحقيق فريق الأهلي لبطولتين كبيرتين والتأهل لنهائي ثالثة ضربة حظ أو من قبيل الصدف، ولكن نتاج عمل وجهد وصبر تكللت بالوصل إلى الهدف وإن تأخر ذلك قليلاً.
في الموسم الماضي خسر الأهلي لقب الدوري في اللحظات الأخيرة، ويومها ظن بعضهم أن همة صناع القرار في النادي قد ثقلت، وأن حماسهم قد فتر اليأس قد تسلل إلى قلوبهم، لكن الواقع كان عكس ذلك، فقد تواصل العمل بنفس الهمة، وتم علاج الأخطاء وسد الثغرات، والتعامل مع واقع الفريق كما يجب.
وعندما بدأ الموسم كان صناع القرار يتابعون الفريق ويتدخلون حينما يجدون ما يتطلب التدخل، وفي الفترة الشتوية تم إجراء بعض التعديلات على الفريق، كما تم تنصيب الخبير طارق كيال مشرفاً على الفريق، وفي نهاية المطاف كان الفريق يحصد ثمار الغرس ويحقق بطولتين متتاليتين ويقدم نفسه كأفضل الفرق هذا الموسم.
ما حققه الأهلي هو رسالة واضحة لباقي الأندية والقائمين عليها بأن العمل والوضوح هما سبيلا الوصول إلى الغاية، وأن تأجيل عمل اليوم إلى الغد لن يضيف للفريق بل يسلب منه ويضعف حظوظه، وأن العناد والمجاملات والإصرار على الرأي الواحد أمور ضد الفريق وتطوره وقدرته على الوصول إلى ما يريده أنصاره.
تحقيق البطولات لا يمكن أن يمر من خلال لاعبين تجاوزهم الزمن وأصبحوا غير قادرين على تقديم أي شيء ولا أي إضافة حقيقية للفريق، لاعبون بدون قيمة فنية حقيقية، يتكئون فقط على ماضيهم ويدندنون على أوتاره، مجرد لاعبين بدلاء يستمرون في الفريق مجاملة لشخص أو شخصين دون قناعة فنية، ولا تستطيع الإدارة فرض رأيها بإبعادهم، بل تبحث عن مبررات تقدمها لاستمرارهم، مثل حماس اللاعب وإخلاصه وعلاقته الجيدة بلاعبي الفريق، وهذا الأمر فطن له الأهلاويون منذ زمن فلم يجاملوا على حساب الفريق بل أبعدوا أي لاعب لا يرون فائدة فنية منه، أياً كان اسمه وتاريخه، رغم اعتراض البعض، وفي النهاية كسب صانع القرار الجولة... والمضحك أنه في أندية أخرى يعلنون استمرار لاعب احتياطي بناء على رغبته هو في الاستمرار لموسم آخر... ويتم ضرب التقارير الفنية عرض الحائط، لذا لا غرابة أن تتراجع هذه الفرق، وتغيب عن البطولات الكبرى.
تحقيق البطولات لا يمكن أن يتم بوجود إدارات ضعيفة لا تملك الرأي ولا القرار، وكل مؤهلاتها علاقة جيدة بالرئيس أو عضو شرف، أو تنفيذ اتصالات يومية على كبار الشرفيين لاطلاعهم على ما يدور في النادي، لذا كان وجود رجل بخبرة طارق كيال أحد أسباب قوة الفريق الأهلاوي، وقدرته على التعامل مع كل مباراة بالطريقة المناسبة.
تحقيق البطولات لا يمكن أن يتم من خلال الإصرار على استمرار مدرب أثبتت المواجهات فشله، وأكدت المنافسات ضعف قدراته، وفوق ذلك ترك الخيط والمخيط بيده ليغزل الفريق بطريقة عجيبة وبمبررات مضحكة، لذا عندما تراجع الفريق الأهلاوي تدخل أهل العقد والربط فيه وناقشوا جروس وبدلوا في إدارة الكرة، وتم تعديل المسار والعودة إلى الصدارة.
تحقيق البطولات لابد ان يمر من خلال تجديد الفريق، وإحلال العناصر المميزة فيه، والاستفادة من مراقبين مخلصين يعملون من أجل النادي وبدون بهرجة أوضجيج، لذا يلحظ المتابع أن الفريق يحسم صفقاته بهدوء، وبدون أضواء ولا بحث عن لاعبين مشهورين، من أجل كسب صوت الجمهور.. لذا جاءت صفقات الأهلي بالمقهوي ومهند وعقيل والمطيري وسراج.... وحتى النجم التاريخي الكبير عمر السومة بهدوء، لكنها كسبت الجولة في النهاية، لأن صاحب القرار بحث عما ينقص الفريق فقط، دون النظر إلى أشياء أخرى لا تضيف للفريق، وكل آثارها وقتية لا تلبث أن تزول.
تحقيق البطولات لا يمكن أن يتم بإدارات تنشغل بأمور هامشية على حساب مصالح فريقها، وتضع جل اهتمامها وأكبر قضاياها ما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي... تحقيق البطولات لا يمكن أن يتحقق بإداريين همهم صناعة الأعذار لإخفاقاتهم المتتالية وعجزهم عن إدارة الأمور كما يجب، تحقيق البطولات لا يمكن أن يتم إلا بعمل منظم وواضح فقط، فهل يدرك البعض ذلك، أو يتركون المجال لمن يريد أن يعمل وينظم، ويكون قادراً على صناعة الفوارق؟.
مراحل.. مراحل
ليس أسوأ من تصرف لاعب النصر الفريدي مع لاعب الأهلي مهند عسيري، إلا من يبحثون عن مبررات لهذا التصرف.
تقول الرواية أن دونيس قد أوصى في تقريره باستمرار عدد من لاعبي الهلال وفي مقدمتهم ياسر، وإذا صحت الرواية: فكيف يؤخذ أصلاً برأي مدرب أثبت فشله مع الفريق، وإذا كان قد أوصى باستمراره فعلاً، فلماذا لم يلعب ياسر معه إلا في مباريات معدودة فقط؟؟.
بقاء مدة معينة في عقد أي لاعب لا يكفي كمبرر لاستمراره إذا انتفت الحاجة الفنية له، إلا إذا كانت إدارة النادي عاجزة عن تصريفه أو تسويقه.