علي الصحن
طيلة ثلاث سنوات ونيف خلون من عمل اتحاد الكرة المنتخب والشارع الرياضي يضج بالحديث عن الأخطاء التي تغلف عمله، وتؤثر على مسيرته، وتلقي بظلالها في النهاية على مستوى المنافسة، ثم على مستوى المنتخبات السعودية، التي عجزت عن تحقيق شيء يذكر خلال السنوات الأخيرة، إلا إن كان من يرى أن تجاوز التصفيات الآسيوية التمهيدية إنجاز يستحق الذكر، وفي رأيي أنه لا يمكن أن يكون كذلك قياساً بتاريخ الكرة السعودية وماضيها التليد.
الخطأ في العمل من طبيعة النفس البشرية، ولا يمكن أن يلام المرء عليه، ولا عيب فيه، اللوم والعيب تلحقان فيمن يكرر الوقوع في الخطأ، والأدهى والأمر من يدافع عن أخطائه ويرى أنه على حق، ويريد أن يزن الناس بميزانه وأن يروا ما يراه فقط.
سنوات الاتحاد في إدارة الكرة السعودية توشك على الرحيل، والأخطاء تتكرر، أكثر من أربعين شهراً لم يستطع خلالها أحمد عيد وفريقه تقديم ما يحفظه التاريخ في سجل منجزات وأعمال الكرة السعودية، أخطاء على مستوى اللجان، وأخطاء على مستوى التحكيم، وأخطاء على إدارة المنتخب، وأخطاء في إدارة المنافسات، والناس لا تكف عن الحديث والتعليق والبحث عن الأسباب، وما من أسباب تغني أو تكفي لسد حاجة الجادين في البحث عنها، أو المعذرين عن اتحاد الكرة في غير منبر!!
على مستوى التحكيم...جملة أخطاء وقعت، وهنا قد يقول قائل: إن الأخطاء جزء من اللعبة، وهنا نقول له دعك من الأخطاء التي تقع داخل الملعب، ولكن ماذا عن الأخطاء التي تقع خارجه، ماذا عن تضارب القرارات، ماذا عن تسريب بعض الأوراق الرسمية، ماذا عن تكريم حكم دولي بعد خطأ لا يمكن أن يقع فيه حكم مبتدئ؟؟
على مستوى المسابقات... هل ينسى الشارع الرياضي نقل مباراة دورية من أجل شرخ؟؟ وهل ينسى إرسال ميداليات أحد الفرق بكرتون؟؟
على مستوى المنتخب.. أين لائحة لاعبي المنتخب، هل صدرت أم لا زالت تحت الإجراء، كيف يوقف لاعبون بسبب تجاوزاتهم ثم يتم ضمهم للمنتخب وقت سريان العقوبة، كيف تتفاوت عقوبات اللاعبين بعد تأخرهم عن الانضمام للمنتخب، كيف يلعب المنتخب البطولة القارية الأهم بمدرب مؤقت معار؟ وكيف يتأخر الاتحاد عن التعاقد مع مدرب بفترة تتجاوز السبعة أشهر؟؟
على مستوى الاتحاد.. كيف يعمل فيه ويحمل عضويته أشخاص يحملون عضوية سارية في أندية منافسة؟ كيف يتم القبول بازدواجية العمل؟ وأين تطبيق مبدأ تعارض المسؤوليات والمصالح؟ وماذا لو قدم ناد ما طعناً ضد ذلك؟؟
على مستوى اللجان يتذكر الشارع الرياضي لجنة الانضباط وما وقعت فيه من أخطاء يبرز في مقدمتها حادثة الـCD الشهيرة والاستناد على دليل تبت عدم وجود في النهاية، ويذكرون كيف تم نقض أحد القرارات بسبب تأخر صدور قرار ثم استقالة رئيس اللجنة... الخ!!
ما سبق يؤكد حجم الأخطاء التي وقع فيها اتحاد الكرة، وتأثيرها المباشر على إدارته للكرة السعودية... لكن ذلك يبقى كله في كفه، وظهور رئيسه أحمد عيد في ليلة تتويج الأهلي وهو يرتدي شال النادي في حادثة فريدة ونادرة لم يسبقها إليه أحد، ولا أحد يظن أن يلحقه بمثلها أحد، في كفة أخرى، وهي حادثة قد يرى بعضهم أنها أمر عادي، وان الرئيس قد يبرره بمشاركة الأبطال فرحتهم، غير ان أي تبرير لا يمكن قبوله، وأي مخرج لا يمكن أن يعتد به، فأحمد عيد لم يكن يمثل نفسه في تلك اللحظة، ولم يكن يمثل أحمد عيد حارس وإداري وشرفي النادي الأهلي، بل كان يمثل المؤسسة الرسمية التي تدير اللعبة، والتي يفترض فيها الحياد، والابتعاد عن كل ما يثير الريبة والشبهات ولو بنسبة 1%.
هنا قد يقول قائل: إن رئيس اتحاد الكرة ربما نسي نفسه، وربما تغلب العقل الباطن على الواقع، وربما تحركت مشاعره الأهلاوية وهو يشاهد الفريق يحقق اللقب بعد ثلاثة عقود من الانتظار، لكن كل ذلك مردود عليه... فمن السمات المفترضة في القائد التخلي عن العواطف، وعدم منحها الفرصة للتأثير على العمل ولو بدرجة بسيطة - اتحدث عن العواطف التي تؤثر في العدالة وتثير الناس - وإذا كان الشخص غير قادر على التحكم في انفعالاته وعواطفه، فليترك الكرسي لأهله.
مراحل... مراحل
- لا جديد في ما قدمه الهلال أمس الأول أمام لوكوموتيف في ثمن النهائي الآسيوي، فالفريق كالعادة عجز عن إيجاد الحلول المناسبة للوصول للمرمى، وظلت تدخلات ممرنه دونيس في غير صالحه، وبات وضع الفريق صعباً عندما يلعب في الأراضي الأوزبكية الأسبوع المقبل.
- هناك لاعبون لا يمكن أن يفيدوا الهلال في مراكزهم الأصلية ومع ذلك يريد مدربهم أن يصنع منهم نجوماً في مراكز جديدة عليهم وفي مباريات حاسمة.
- كنا نتمنى لو حضر رئيس اتحاد الكرة لقاء الهلال خاصة وانه ممثل الوطن الوحيد في ثمن النهائي...لكن يبدو أن الرئيس (شال) فكرة الحضور من رأسه، ولعل له عذرا ونحن نلوم!!
- فيه مدرب يخطئ، وفيه مدرب (يبربس)!!