جاسر عبدالعزيز الجاسر
شر البلية ما يُضحك، والبلية ما كُشف في المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة في الرياض يوم الأحد الماضي، ونُشر في وسائل الإعلام عن إدانة «داعشي» قام بأداء مشهد تمثيلي تمَّ تصويره وبثه على حسابات منتمي التنظيم الإرهابي، ونشره على الشبكة العنكبوتية للتدليس على المتلقين، فأمام المحكمة المتخصصة أقرَّ أحد عناصر داعش بأنه قام بتقمُّص دور الشهيد في مشهد تمثيلي مفصل، حيث شخّص دوراً لأحد قتلى داعش، إذ نطق بالشهادتين ثم تظاهر بالموت، وقام بالابتسام بداعي الترويج للتنظيم، حيث صوّر للذين يتلقونه من مؤيدي التنظيم بأنه ذهب للشهادة، وهو يبتسم لينال بعد ذلك حكماً بالسجن12 عاماً.
بليةٌ من بلاوي تنظيم داعش الإرهابي التي إن سمعها المرء فهو يضحك على سذاجة من يستهدفهم التنظيم بهذا التدليس المكشوف والرخيص، إلا أنه يظهر عمق زيف وخداع من يسعون إلى توريط الشباب بمثل هذه الأعمال التي تعتمد على تغييب العقل، ونقص في الإدراك والدين أيضاً، فالإنسان المتديّن الملتزم لا يسعى لنشر القتل والتخريب والتدمير في الأرض، ولا يعمل من أجل قتل أكبر عدد من البشر بما فيهم إخوانهم المسلمون، ورغم أن هؤلاء المارقين الخارجين عن الدين والملة يقدمون الدليل على الخروج على تعاليم الإسلام، بإقدامهم على الانتحار وقتل نفسهم من أجل قتل غيرهم، والمسلمون جميعاً يعلمون أن الله حرّم قتل الإنسان نفسه، والإسلام يرفض ولا يقر الانتحار ولا قتل النفس البريئة، ومع هذا يرتكب الداعشي الانتحاري هاتين الجريمتين الكبيرتين، ومع هذا يقوم داعشي آخر بتمثيل مشهد يغش به الآخرين ويظهره وهو يبتسم بعد أن نفذ جريمة كبرى.
أي تدليس هذا، بل أي غباء ينتظر من يقوم بمثل هذا العمل وهو يعلم أن مثل هذه الأفعال لا يمكن أن تنطلي على المسلمين الذين كشفوا وعرفوا مقاصد الإرهابيين من تنظيم داعش وأمثاله من جماعة القاعدة، وفروع الإخوان المسلمين الذين بدلاً من أن يحثوا البشر إلى الدخول للإسلام جعلوهم ينفرون منه.. فقد أدت أفعال وأعمال تنظيم داعش الإرهابية إلى اتساع مساحات الفوبيا ضد الإسلام والمسلمين، ليس في الدول الأوروبية والغرب عموماً، بل أخذت تغزو دول العالم أجمع بما فيها الدول الإسلامية، حيث أخذت المجتمعات الإسلامية تخفف من التزاماتها الإسلامية حتى لا تثير الشكوك بعد أن حوَّل الإرهابيون الإنسان المسلم الملتزم إلى مشكوك في سلوكه بسبب استهدافهم لنوعية معينة من الشباب.