د.عبدالملك المالكي
منذ سنوات عدة، وخصوصًا فترة الابتعاث، كنت أضطر أحيانًا للكتابة (بين الأرض والسماء) حين يصادف موعد كتابة مقالي موعد سفر. وكنت غالبًا أشعر بسعادة بالكتابة التي أتفاءل بها في أجواء كهذه!
# أما مقالي هذا الذي تقرؤون فقد لامس «شغاف القلب» فرحًا وسرورًا وثقة.. فرحًا بمقدم سيدي ملك الحزم لتسليم الكأس الغالية بيديه الكريمتين.. وسرورًا بعودة «كتيبة الرعب» أهلينا أهلي زمان؛ ليكون طرف النزال والرهان معًا لكل حصاد عنوانه «ذهب». أما الثقة فهي بالطبع ثقة بنصر الله لمن أحسن عمله.. والأهلي أحسن كل شيء هذا العام - بتوفيق الله - بل أتقنه.
# أولاً دعونا نقول من أعماق قلوبنا ما يؤكده كل أطياف المجتمع ورياضيوه في المقام الأول: هنيئًا لنا بلقاء سلمان العروبة، سلمان الحزم والعزم في عرس الوطن الكبير في يوم الرياضة الأكبر، يوم حصاد البطولة الأغلى والأكبر والأثمن.. كأس سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه -.
# فلا فرحة تضاهي أو يمكن لها أن تكون كفرحة لقاء قائد الأمة الإسلامية والعربية بأبناء شعبه، شعب المملكة العربية السعودية الأبي، في يوم كرنفالهم الرياضي الكبير، كرنفال الحصاد الذي سيخلد في سجلات الحركة الرياضية والشبابية للأبد بفخر وبغداد من ذهب!
# فاللهم ربي أدم لنا عزنا وعزوتنا وقائدنا إلى الخير دومًا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأسبغ عليه لباس العز والصحة والعافية والعمر المديد. آمين.
# وبالعودة لطرفَيْ نزال الغد الكبير.. الأحد 29 مايو 2016 م بين العملاقين النادي الأهلي ونادي النصر
نقول بادئ ذي بدء: لا خاسر معنويًّا وعمليًّا بينكما.. فشرف السلام على مقام سيدي ملك الحزم والعز قد بلغتماه بكل جدارة واستحقاق.. وها أنتما تمثلان مبتغى 152 ناديًا بالمملكة، شاركوا جميعهم ليعيشوا حلمًا ضمنتموه واقعًا ملموسًا.. بجهدكم وتوفيق الله - جل شأنه - من قبل ومن بعد.
# النصر ضيف «الجوهرة المشعة» يوم غد الأحد.. كتب الله لرجاله وجميع منسوبيه خير ختام لأسوأ موسم كروي عرفه العالمي منذ فترة طويلة.. ليكون الختام باللعب على نهائي بطولة كأس سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - هو خير الختام الذي متى استثمره مسيروه بالطريقة المثلى فسيكون حتمًا خير استعداد جدي لموسم كروي قادم، يمسح هزيل مستويات لم ولن تكون لترضي جماهيره الغفيرة.
# إلا أن الخوف النصراوي «المبرر جدًّا» من نزال أسود الملكي في الجوهرة، وبمحفل ملكي تاريخي خالص.. لم يمح من الذاكرة آخر لقاء جمعهما بذات المعطيات.. بحضور الملك المغفور له - بإذن الله - خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي داعب حينها وتعقيبًا على «الرباعية» الشهيرة - جعل مثواه الجنة - قائلاً مداعبًا ومخففًا وقع «الأربعة»: «زين انكم جبتوا واحد»، في إشارة للنتيجة الختامية للمباراة الكبرى بكأس الملك 2011م، التي انتهت بأربعة أهداف أهلاوية مقابل هدف للنصر..!!
# فالذاكرة القريبة تقول للنصراويين غدًا وبصريح العبارة «فرصة سعيدة» في ذهب البطولة.. وليس فقط لتلك الخلفية التي تستعرضها الذاكرة المنصفة.. بل لكون الأهلي عمليًّا جعل من رئيس النصر «أول الهاربين» من مواجهة الأسود في ختام الكأس، وهو الذي صمد أمام كل المطالبات له بالاستقالة على مدى توليه رئاسة النصر.. ولم يستجب إلا وفريقه يقابل حتمًا منتخب الأهلي السعودي..!
# ولعل تلك الحال إن صح التوقع لسبب الاستقالة في هذا التوقيت الغريب.. فما بالكم بعناصر فريقه وباقي أجهزته.. وكلنا يتذكر كيف بدا (الاتحاد والنصر) وكأنهما يتعازمان على من يقابل (المارد الأهلاوي) في النهائي الكبير.. وحق للنصر وعناصره أن يهابوا قوة هجوم ووسط ودفاع وحراسة «الملكي»، وهو في أقوى أيامه الكروية التي بات يضرب بها الخصوم فيوجع بالأربعات وما علت.. ورايح جاي.. وهو الشيء الوحيد الذي ربما نجا منه النصر عمليًّا غدًا.. إنها مباراة ختام، وليس بها رايح جاي..!
# أخيرًا أقول: ليعذرني الجميع إن رأى فيما كتبت مبالغة.. بل يشهد الله أن في النفس من الثقة في الله ثم حسم «أسود الملكي» أضعافًا مضاعفة لما قرأتم.. لم أشأ أظهرها من قبل حتى لا تغدو مخدرًا أو تحسب كذلك.. وطالما أن بين مقالي وبداية المباراة 24 ساعة فلن يكون له تأثيره السلبي أبدًا.. بل إن إدارة الفريق وتكامل أجهزته تعد الفريق بعناصر كهذه لبطولات تترى بإذن الله.. وحتى في أصعب الظروف وأحلك المفاجآت ظني قبل حدسي يقول: «مبروك أسود الملكي.. وللنصراويين.. فرصة سعيدة»..!
«خذ.. علم»..!
# عاد سامي الجابر من باب «الليوث» ولسان حاله يقول: سيذكرني قومي إذا جد جدهم.. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر..!
# أستغرب جدًّا انجراف كثير من الحسابات الأهلاوية في تويتر.. التي لا يعرف شخصية مستخدميها.. خلف «سفيه» أو غيره يعبث بتاريخ الكيان الأهلاوي الكبير.. للأهلي رجاله الثقات الذين يعرفون تاريخه وسيوثقونه بعيدًا عن رغبات وأهواء إعلام «هيك.. بشك..»!
ضربة حرة..!
«والله هنيالك يالأهلي.. خذيت الكأس
بطل.. الدوري.. بطل الكأس
والله هنيالك يالأهلي.. رفعت الرأس».