د.عبدالملك المالكي
بحمد الله الذي بحمده جل في علاه تدوم النعم.. وبشكر أهل الفضل الذين في شكرهم شكر لله.. نبارك لجماهير الملكي الكبيرة عبر الوطن العربي الكبير بطولة الدوري الجميل للموسم التنافسي الشريف 2016م.
# شكرًا رمز الأهلي الكبير الخالد في قلوب الأهلاويين للأبد خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز.. الذي لا يستحق رجل قبله ولا بعده حق الشكر لرمز إلا الرمز الراحل الكبير الحاضر في قلوب الأهلاويين ما نبض فيهم عرق، المغفور له بإذن الله الأمير محمد العبدالله الفيصل - أفسح الله له الجنان وجمعنا به في عليين.. آمين -.
والشكر موصول للأمير الراقي فهد بن خالد بن عبدالله ولإدارة النادي - ممثلة في شخص الرئيس المحبوب مساعد الزويهري وفريق عمله -.
فبلغة الكبار مقامًا ومقالاً خاطب (أهلي 2016) بصفته الاعتبارية لكيان «رياضي ثقافي اجتماعي»، وبالأصالة عن رجال «كرة القدم» بالفريق الأول، وكذا شباب الممتاز والبراعم.. خاطب عقل وفؤاد كل منصف قائلاً: بعد التحية والاحترام.. هذا زمن أهلي البطولات.. أهلي الذهب.. أهلي البطولات المستحقة بكل جدارة واستحقاق.
الأهلي اليوم الذي أفرح أصغر مشجع رياضي محايد قبل الكبير من عشاقه ومجانينه هو الأهلي الذي سيكون أثر إنصافه بحصوله المستحق و»المشرف» على البطولة الأثمن.. سيكون أثره إيجابيًّا على مسيرة منتخب الوطن الذي يستعد للتصفيات النهائية المؤهلة لمونديال روسيا 2018م.
ففي أعوام خلت، حين كان يجمع الكل على عدم استحقاق فريق ما حقق البطولة، جلبت مفردات (دعم) وشبهات.. كان المنتخب السعودي هو الخاسر الأكبر من حيث عدم الإنصاف في الشأن الداخلي الكروي السعودي.. وهو الأمر الذي تغيَّر منهجه ومبدؤه حين أتت البطولة باستحقاق أشاد به الجميع؛ ليكتب للتاريخ «نزاهة»، شهد بها المنافسون قبل غيرهم.. وهو - كما أسلفت - بل أراهن على تحقيقه - بإذن الله - سينعكس أثره إيجابًا على نتائج الكرة السعودية جميعًا.
فلم يجمع - بفضل الله تعالى - بين البطولتين الرسميتين (الدوري العام وكأس الملك) على مدى التاريخ الكروي السعودي سوى النادي الأهلي النادي المشرف لكل باحث عن معنى التنافس الشريف الحقيقي عملاً لا قولاً.
الأهلي الذي لعب ليل أمس مباراة نصف النهائي مع زعيم الكرة السعودية أقول لن يكون مستغربًا بل متوقعًا جدًّا أن يعيد تاريخ الجمع بين البطولتين، وهذا توقع شخصي قوي - لا أعلم الآن - هل صادق الأهلاويون على صحة توقعي ليلة أمس في المضي قدمًا لتحقيق استحقاق لا يليق إلا بفئة «أحد كبار الكبار» التي لا ينازع الأهلي على استحقاقها أي ناد آخر.
عمومًا، إن حصل وحدث ما ذكرت فذاك بعد توفيق الله، ورجاء لا يخيب في كتيبة رعب (لو قدر لها) أن تلعب جميع عناصرها ممثلة لمنتخب الوطن لضمان إنجاز التأهل لكأس العالم.. وإن حصل وأكمل الزعيم مشوار التأهل للكأس فلا غرابة في ذلك، بل الغرابة أن لا تدين البطولة لأهليها دوريًّا - وهو الذي كما قال الرمز الخالد في القلوب حرم عنوة في عدد من البطولات الدورية وهي التي ذكرتها في مقالي الأسبوع المنصرم - أو أن لا يحصد هلال البطولات بطولة كبرى مثل كأس الملك.
السومة.. تجنيس وتشريف
لم يستحق لاعب عربي مسلم شرف «المطالبة» بتجنيسه من قِبل الإعلام الرياضي السعودي كما هو الحال مع لاعب الأهلي الخلوق جدًّا والمبدع جدًّا جدًّا عمر السومة. والحقيقة، إنه لم تأت تلك المطالبات من فراغ، بل لإيمان الكثيرين في الوسط الرياضي «قليل الإجماع» على أحقية تجنيس هذا اللاعب الفريد من نوعه في العالم العربي على الإطلاق.. خلقًا وإبداعًا كرويًّا وقبلهما عشقًا لثرى هذا البلد الطاهر.
ندرك أن موضوع التجنيس في بلد الحرمين الشريفين له قواعده وأنظمته.. لكن هي دعوات من محبين للصالح العام بأن يشمل أمر كهذا هذا المواطن العربي الأصيل كما حصل تشريفًا لمبدعين في مجالات كثر. لا نشك في أن السعودة إذا شملت مبدعًا في عالم الكرة التي (أضحت صناعة) فسيكون لها أثر إيجابي حين تطوق عنق مبدع، لا يختلف اثنان على قيمته الفنية وخلقه الرفيع وحاجة الكرة السعودية لمثله اليوم.
في الصميم
أرجو أن يتغنى الأهلاويون في ختام الموسم بما تغنى به الراحل الكبير - المغفور له بإذن الله - صوت الأرض طلال مداح، حين الجمع بين الدوري والكأس في كل الأحوال كاستحقاق لم يحققه أحد قبلهم.. أيًّا كانت مخرجات ليل الأمس.
والله يا أهلي هنيئًا لك.. بطل الدوري.. بطل الكأس.