غسان محمد علوان
يدخل الهلال مباراة عصر اليوم أمام لوكوموتيف الأوزبكي بحثًا عن ختام مشرّف لموسم لم يقنع خلاله الزعيم جماهيره، وقد يكون التأهل الآسيوي نقطة ختام جيدة لفترة شديدة الاضطراب في مسيرة الزعيم. اللقاء سيكون حاسمًا للتأهل لربع نهائي بطولة القارة أمام لوكوموتيف الذي لن يظهر بنفس السوء (المخادع) الذي كان عليه في لقاء الذهاب. أتى لوكوموتيف بحثًا عن التعادل، وصرح بذلك مدربه قبل اللقاء قولاً، ووجدناه على أرض الملعب فعلاً بتراجع كامل والبُعد كل البُعد عن التقدم الذي تغلفه المخاطرة بخسارة ما أتى باحثًا عنه. في المقابل، وجد الهلال نفسه أمام خصمين ذكرتهما في مقالي السابق. أولهما وأصعبهما كان مدربه اليوناني الراحل الذي كان العقبة الكبرى لتحقيق الفوز قبل أن يفكر في تخطي لوكوموتيف. هذا المدرب الذي حذر منه الجميع سابقًا (وإن اختلف توقيت الاعتراف بفداحة استمراره من شخص لآخر) لم يكن يستطيع تحديد أهدافه من أي لقاء يدخله، وإن أنعم الله عليه بتلك المعرفة فقد كان عاجزًا عن الوصول لأهدافه. لذلك رحل، وآن للهلال أن يعود للمنطق الكروي، وإن تأخر ذلك كثيرًا.
لقاء اليوم كما أجمع الكثير هو لقاء ردة فعل للنتيجة السيئة ولإقالة المدرب، ودور الكابتن عبداللطيف الحسيني فيه وإن كان مهمًّا فلن يتجاوز وضع كل لاعب في مركزه الطبيعي، واللعب بطريقة مناسبة للفريق وأدواته. والمضحك أنه رغم بساطة تلك المطالبات فقد أضحت في الفترة السابقة للهلاليين حلمًا عصيًّا على التحقق.
المهم في هذا اللقاء هو استمرار الهلال في البطولة لضمان تحقيق نقاط سعودية أكثر، تضمن بقاء مقاعدها كما كانت دون نقصان أو تغيير في عدد المتأهلين مباشرة أو عن طريق الملحق.
والشيء الآخر المهم بخصوص التأهل للهلال ولجماهيره هو استمرار الوجود في المراحل المتقدمة للبطولة حتى وإن لم يتحقق اللقب. فالطموح هو أشبه بالسُّلَّم الذي ترتقي عتباته بكل عناء ومشقة، فإن وصلت لمستوى ما يجب عليك البناء من تلك النقطة، ولا أن تعود لنقطة الصفر مرة أخرى.
أعي تمامًا أن هذه المطالبات تُدخل الهلال في دوامة بدء كل موسم جديد بمباريات حسم، والاستعداد لها سيكون مختلفًا تمامًا عن استعدادات غيره من المنافسين الذين ينعمون ببحبوحة خروجهم المبكر من المنافسات، لكنه قدر الكبار، وقدر الزعامة التي يجب أن تعود لمكانها الطبيعي.
لقاء ليس بالسهل إطلاقًا، وسنجد فريقًا أوزبكيًّا يبحث عن الهجوم والتسجيل لضمان التأهل على أرضه وبين جماهيره، لكن الثقة بزعيم آسيا تجددت في نفوس محبيه بعد زوال مشكلته الكبرى هذا الموسم، وإن تبقى بعض المشاكل الأخرى التي يمنون أنفسهم بزوالها خلال فترة صيف، ستكون ساخنة جدًّا للهلال أكثر من غيره.
بالتوفيق لحامل لواء الكرة السعودية، الذي رغم تحمله ضريبة فشل غيره لكنه لا يجد دعمًا وتحفيزًا من أبناء وطنه كما يجد من سخرية وتقريع حتى وهو يصل إلى أعلى بكثير مما يقدر عليه غيره.
فهل يستوي طموح الطالب المتفوق بطموح من يبحث عن الهروب من السقوط؟ الفارق شاسع جدًّا.
خاتمة...
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
(المتنبي)