غسان محمد علوان
اختُتمت بطولة حمدان بن محمد الدولية السادسة لكرة القدم تحت 17 سنة باستضافة أربعة فرق إماراتية وفريقين أوروبيين، هما ريال مدريد الإسباني وبروسيا دورتموند الألماني، وفريق من أمريكا الجنوبية، هو إنترناسيونالي البرازيلي، إضافة إلى نادي الهلال السعودي. وكما جرت العادة، فإن توقعاتنا ومبتغانا من المشاركة في مثل هذه البطولات هو الاحتكاك بتلك المدارس الكروية العريقة، والاستفادة من التجربة قدر المستطاع. ولكن المفاجأة المبهجة لكل رياضيي الوطن هي تلك الندية بل التفوق الذي أظهره ناشئو الهلال، الذي على أثره حقق لقب البطولة مكتسحًا ناديين إماراتيين شقيقين بمجموع أهداف وصل إلى 16 هدفًا من لقاءين فقط، ثم أتبعهما بناشئي ريال مديد وناشئي دورتموند تباعًا حتى عانق الذهب.
هل تفوقت مدارسنا الكروية على نظيراتها في العالم؟
هل أصبحت أكاديمياتنا الكروية تنتهج طرقًا وأساليب تتفوق على ما يوجد في أوروبا وأمريكا الجنوبية فجأة وبين ليلة وضحاها؟
بالطبع لا، ولا يزال طريقنا طويلاً جدًّا لنصل لتلك المراحل؛ ولذلك تعتبر هذه البطولة هي الاستثناء المبهج الذي يثبت القاعدة. لكن السؤال المنصف والعادل هو: كيف تحقق هذا الاستثناء؟
الجميع لمس الفارق الكبير الذي أوجدته الاختيارات التي قامت بها إدارة الهلال الحالية على المستوى الإداري والفني للفئات السنية، وكيف أن تلك الاختيارات وضح عملها وتأثيرها سريعًا وجليًّا على مجموعة من اللاعبين، قد يكون جلهم قد أتوا قبل مجيء هذه الإدارة، ولكن لم يتم توظيف ما يملكون من روح ومهارة ورغبة في الفوز ليتم رصدها داخل الملعب. كنت قد تابعت آخر ثلاث مباريات في هذه البطولة الدولية، وقبلها تابعت أكثر من لقاء دوري لنفس الفريق الذي تحصل على بطولته قبل نهايته بأربع جولات، وبسجل انتصارات قلَّ تحقيقه من قبل. ومن تلك المشاهدات كلها زادت قناعتي بأن كرة القدم كلما خلت من التعقيدات الفنية والفلسفات التكتيكية في غير مواضعها ازدادت جمالاً، ووضعت معتنقها على عتبات الانتصارات، وقربته كثيرًا من تحقيق أحلامه.
مبهر هذا الفريق الذي يدخل كل لقاء وهو مقتنع بأنه سينتصر لا محالة بعد توفيق الله.
ممتع هذا الفريق الذي يهاجم مرمى خصومه بضراوة مهما تقدم في النتيجة أو اتسع الفارق بينهم.
مذهل هذا الفريق الذي لا يرتبك ولا ييأس ولا يتشتت تركيزه متى ما تأخر في النتيجة، فهو يعي تمامًا ما يجب أن يفعله لكي يحقق الفوز.
كل هذا التغني بصغار الهلال ليس مرده الفوز بلقب بطولة دولية ودية يتم تقديم الدعوة له للمشاركة فيها، بل هو سرور يشابه فرحة وأمل من وضع اللبنة الأولى في بنيان يراه في المستقبل شاهقًا وجميلاً للهلال وللمنتخبات السعودية على حد سواء. تلك الفرحة التي شاركنا فيها صغار الأسنان كبار العطاء يجب أن تكون المحطة الأولى لما هو أجمل وأكثر إبهارًا، لا أن تكون كل المبتغى.
كل الشكر لإدارة الأمير نواف بن سعد على دعمها ووجودها وحرصها على اختيار الرجال الأنسب لبناء مستقبل الزعيم، وكل الشكر للخلوقين المحترفين عبداللطيف الحسيني ومنصور الأحمد على كل ما يبذلونه للفرق التي يشرفان عليها.
المحافظة على ما تحقق من عمل وتطويره للأجمل يتطلبان أكثر بكثير مما أوصل الفريق هذا إلى ما هو عليه.
مبروك لصغار الزعيم هذا الفرح الذي نثروه بأيديهم على كل من تابعهم.
خاتمة...
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
(المتنبي)